بقلم : علي أبو الريش
تقوم وزارة التربية بضم مجموعة من المؤلفات المحلية إلى قائمة منهجها التربوي، ومن أهم المؤلفات كتاب «ومضات من فكر» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هذه الخطوة تعبر عن وعي ونباهة القائمين على وضع المناهج في الوزارة وعلى جهوزية الوزارة في وضع المقاربة ما بين الواقع الحياتي وواقع المنهج التعليمي، واختيار «ومضات من فكر» سوف يثب بذهنية الطالب إلى مسافات تحاذي الغيمة الممطرة والنجمة المطلة على أفق الكون بضوء يسفر عن أحلام السماء في بسط الاستنارة في الجهات الأربع، لما يتمتع به هذا الكتاب من عصارة ذهنية صنعها حلم الواقع لتصير شهداً يتذوقه الظامئ إلى معرفة حقيقة تدخله رحابا معشوشبة بمنطق الحب وفيزياء الوعي وسيمياء الانتماء إلى وطن لا تكتمل حلقات طموحه إلا بتوفر الإنسان المندمج مع الواقع، المنبثق من ترائب ثقافة إنسانية ضاربة الجذور.
في هذا الكتاب، سيجد الطالب الخلاصة الفكرية والخلاص من قلق الفقدان، لأنه في الصفحات هو في وادٍ ذي زرع مطوق بأزهار وأفكار وأخبار وأسبار وأطوار لا يمكن للمرء، وبالذات الطالب، أن يخبرها إلا بامتلاك شجاعة القراءة وإرادة التقصي ما بين السطور لتملك أداة الانفتاح على الفكر، ومن ثم اختزال الطريق الطويلة إلى العلم الحقيقي عبر صفحات ستكون أشبه بمركبة فضائية تعبر الغيوم، وتجاور النجوم وتحيط بالعالم من جوانبه الأربعة ثم تحط عند مكان في القلب وآخر في العقل ليصبح القلب مضغة الحلم الجميل، ويصير العقل ومضة العلم النبيل، وفي نهاية المطاف نكون قد أنتجنا طالباً لا يحفظ وإنما يبتكر ويختبر تجاربه، ويتحدى الصعاب والشعاب والهضاب، ويذهب بالقيم الإنسانية إلى حيث الصحوة الصافية، والوعي النقي بأهمية الحياة وضرورة أن يكون الإنسان الحقيقة الكونية الأولى في هذه الحياة.
ما تبذله وزارة التربية لهو المرادف الحقيقي لعقل التنوير الأوروبي، والذي نتج عنه إفراز فلسفة إنسانية قائمة على الإبداع واحترام عقل الإنسان والاتكاء عليه كمادة حية للنهوض والتطور والارتقاء بالإنسان نحو غايات ناصعة.. نشعر بالفخر برجالنا في كل موقع، ووزارة التربية هي الشريان الذي يغذي كل جهاتنا التنموية بالدماء الزكية، لذلك فإن الشكر لهذه المؤسسة الرائدة واجب يفرضه علينا حسّنا الوطني.