من عفرين إلى الغوطة ثنائية الموت والغضب

من عفرين إلى الغوطة... ثنائية الموت والغضب

من عفرين إلى الغوطة... ثنائية الموت والغضب

 صوت الإمارات -

من عفرين إلى الغوطة ثنائية الموت والغضب

بقلم : علي أبو الريش

في عفرين، وفي الغوطة الشرقية، في سوريا كلها، يحضر العالم بكل غضبه ونفاياته التاريخية ولا يحضر العرب، هناك يستمر الحِنث والخبث والعبث، وهناك يحضر الدمار والاندثار والغبار والسعار، ويغادر العرب إلى مكان قصي، حيث يمكث النسيان والسلوان والهجران، والشعب السوري وحده يواجه الجحافل بصدور عارية، إلا من الأمل المكسور والويل والثبور، لأن العرب خبؤوا العزيمة خلف غيمة الفشل، واستراحت جيادهم عند شجرة اليأس والقنوط، وظلوا متفرجين على المشهد، والغابة تحترق، والغزلان تسوطهم الأجندات والمغامرات والمداهمات والخيانات، استسهالاً لضرب الجسد الميت سريرياً.

هدنات هنا، ومراوغات هناك، ولا شيء يبرز في الأفق لأن النوايا رزايا، ولأن الصدق دفن مع غثيان الحقيقة، ولأن الحقيقة غشيتها موجة من الوهم والحزن الأسطوري، الذي لم نسمع به إلا في الروايات البوليسية، وما أخفته صدور الذين علقوا مشنقة سوريا على مشاجب الكذب والافتراء، والتصريحات الأشبه بالزبد ورغوة الصابون المقلد.

رجال ونساء وأطفال، يحملون الأتفه من زاد الدنيا، ويقفون خلف الممرات الملتهبة، لعل وعسى تطفو على السطح قشة تحملهم إلى ما بعد الحصار، ولكن لا جدوى لأن المتقاتلين لا يزالون يحملون في جعبهم من الحقائب السرية، ما يجعلهم يخفقون بوضع الأيدي على الزناد، ومن تسول له نفسه بمغادرة الغوطة الشرقية فالحتف المأساوي في انتظاره، والقناصون يتربصون مثلما تفعل الضواري، ولا حياة لمن تنادي.

قالت المرأة السورية وامعتصماه، والمعتصم لجم الفاه، وخبأ الإرادة في معطف اللامبالاة، واسترخت على أريكة وعيه الشارد في أماكن أخرى. سوريا تتناهشها الأنياب والمخالب، والعرب قلموا أظافر الهبَّة والفزعة، وانطووا تحت لحاف مراحل ما بعد الفراغ ذاهلين ساهمين غائبين عن درس الحقيقة، تشملهم برودة الشتاء أو تلفهم حرارة الصيف، ولا شيء يبرز في الحدق سوى دمعة امرأة وصرخة طفل في وجه عالم متوحش، ودول تتلاطم على أرض سوريا، مثل رؤوس أفراس النهر الغاضبة، مثل ثيران إسبانيا المحتدمة، مثل الفراغات في وعاء صدئ. نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من عفرين إلى الغوطة ثنائية الموت والغضب من عفرين إلى الغوطة ثنائية الموت والغضب



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates