بقلم : علي أبو الريش
في عام الخير، تبدو مشاريع الخير تتدفق مثلما هي شلالات الأنهار، ومثلما هي الدماء الزكية في شرايين الأجساد العفيفة، مثلما هي الموجات السخية، تهطل على سواحل الناس، لتهب الحياة للناس، وللطير والشجر.
هذه المشاريع التي تطلقها القيادة الرشيدة هي دعوة صريحة لكل من حباه الله الخير، لأن يهب ما يستطيع لمن لا يستطيع، وأن يكون العضد والسند، في إثراء المشاريع لتصبح زخات من مطر الخير، ونثات من نفوس سجيتها التفاني، وخصلتها الإيثار وطبيعتها المساندة والمساعدة لكي تصير الإمارات إلى فضاءات، أحلام أناسها أشجار وارفة الظلال، وأمنياتهم أزهار مزخرفة بالجمال.. وتطلعاتهم بحار مجللة بالجلال.
. هذه المشروعات هي تغاريد الطير ساعة النخوة الفطرية، لاستدعاء المشاعر كي تكون مساحات
خضراء مزدهرة بصبوة الفرسان.. ولا أعتقد أن هناك من سيتردد أو يتعثر أمام هذه الدعوة الكريمة، وهذا النداء الشريف من أجل أن تتضافر كل الجهود وتتلاحم الإرادات، لتوسيع حدقة التطور الإنساني، وتتشابك الأيدي من أجل ارتقاء جبل الطموحات الكبرى، والأهداف السامية وهي أن تصبح الإمارات دوماً محط أنظار العالم، ودهشته واحترامه، لما يتم إنجازه وتقديمه لخدمة البشرية جمعاء.. هذه المشاريع هي أعمدة إنارة تغرسها القيادة، لتضيء الطريق أمام الآخرين.
وليصبح العالم، مضاء بالحب قبل أي شيء آخر.. هذه المشاريع شعلات من نور، لتهب السرور ولتمسح الدمعة، من أعين شقها العوز، وتهب الصدور هواءً نقياً صافياً.
. فبنك الإمارات للطعام، واحد من المشاريع العملاقة، التي تضع شتلات الحلم الزاهي في كل مكان، وزقاق وبيت وهو أيضاً أداة شحذ لعزائم الأوفياء، ليكونوا حاضرين في المشهد الحضاري الإماراتي
بقوة ووضوح، وليكونوا في مكانهم الصحيح والصريح، ؛وانهم من ذوي القدرة وعليهم أن يردوا الدين للوطن الذي أعطى وأسخى، وبذل كل ما يذلل العقبات، لتسير أنهار الثراء في جيوب المقتدرين، بيسر ومن دون تأفف أو تكلف..
وما سيقدمه المتطوعون هو واجب إنساني وإسلامي، ووطني وقيمي، يفرضه الضمير الحي، والانتماء إلى هذه الأرض المعطاء..
بنك الطعام سيكون الطريق المفتوح ومن دون إشارات حمراء، أمام الضمائر الحية، وهو أيضاً اختبار صعب أمام كل متردد أو متصهد، أو متقد ضيقاً وتذمراً، من تقديم الواجب..
هذا البنك، هو بالفعل بنك الضمائر الحية، والقلوب الرحيمة، والنفوس الزكية، والعقول الواعية بأهمية أن يكون الإنسان جزءاً من المجموع لا قشة تطيح بها رياح العصف، والضمير الميت.
المصدر : الاتحاد