القدس لنا

القدس لنا

القدس لنا

 صوت الإمارات -

القدس لنا

بقلم : علي أبو الريش

عندما وقف مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، ليلقي كلمته العصماء في حضرة أعضاء الأمم المتحدة، وأمام مرأى ومسمع كل شعوب العالم، ومن الجهات الأربع

. في ذلك المشهد الأليم، وهذا الكائن البشري يصب جام غضبه على الهيئة التي اعترفت بكيانه النكرة، ويسخر ويستهزئ، ويأتي بترهات تاريخية، من صنع خيال منظري الصهيونية العالمية، ومن ورائهم النورانية، ويؤكد بثقه وثبات، أن القدس إسرائيلية ولن تكون غير ذلك، وأن اجتماعات الأمم المتحدة لن تغير من الواقع شيئاً. حقاً لن تغير من واقع الذهنية الإسرائيلية لأنها الأقوى، ولأن الطرف العربي برمته هو الأضعف، وهذا ما يجعل إسرائيل تضرب كل القرارات الدولية عرض الحائط، وتحرق أوراق التاريخ نيران قوتها العسكرية، وتلتهم الجغرافيا بأنياب العدوانية الأزلية، وتتجاوز حدود المشاعر الإنسانية وحرمة المقدسات، وقد قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجِن (إن العالم لا يستمع إلا إلى طرقات الأخف الثقيلة). ها هو مندوب إسرائيل بالصوت العالي يصرخ ويشرخ الأسماع، ويمضي بهدوء متبختراً متحدياً، وغير مبالٍ بتبعات ما قذفه من جحيم في وجوه أعضاء الجمعية، ولكن هل هذا هو آخر الجولات والصولات؟ فالشيء الذي لم يعرفه مندوب إسرائيل ومن أرسله إلى ذلك المكان، أن مسألة القدس تتجاوز القوة العسكرية، وكذلك السرد التاريخي الزيف، لأن القدس بالنسبة للمسلمين والمسيحيين لا تسكن الجغرافيا حتى يعبث بها هذا الجيش الجرّار، وإنما هي تسكن في الوجدان، هي في هذا العمق الإنساني، ولا أحد يراهن على الوضع العربي والإسلامي، اليوم، ونحن نعرف وإسرائيل تعرف والعالم يعرف، أن الظرف العربي بما صاحبه من ضربات إرهابية أرهقت وانتهكت وزعزعت، ونحّت الدور العربي عن محور القضية، ولكن ما من قوة ولا حضارة تمددت على حساب الحضارات الأخرى إلا وقضت نحبها وزالت عن الوجود، فأين الحضارة الرومانية والعثمانية وغيرهما من الحضارات؟ إنها ذهبت واستنبت التاريخ حضارات غيرهما، أفضل بقاء.

إسرائيل لن تبقى قوية، والعرب لن يبقوا في آخر عربات القطار، والقدس التي تسكن الوجدان الإنساني سوف تنهض وسوف تنمو أشجارها الحرة، ولن تمنع نموها، دبابة، ولا مدفع، ولا كذبة تاريخية، ملفقة، وهي هكذا الحقائق، مهما كانت صعوبتها، لكنها تبقى جلية وراسخة في وجدان الناس، وخير كتاب في الزمان هو هذا القلب، هو هذا الصندوق الذهبي الذي لا يبور، ولا يضيع مخزونه مهما اشتدت الرياح وتنكأت الجراح.. فالقدس لنا.

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس لنا القدس لنا



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates