بقلم :علي أبو الريش
لماذا الإمارات مختلفة؟ ليس بالمال، وإنما بعقول الرجال، هذه البهجة، هذه الموجة الناصعة إنما هي من فعل النفوس الجميلة، والأرواح النبيلة، والإدراك العميق لأهمية أن يكون الإنسان هو الجوهر، وهو الوجود المضاء بالفرح، الذين يحسدون الإمارات هم أولئك العجزة، والمقعدون، والمبتسرون، والمعسرون، البائسون، اليائسون، العابسون، النابسون بفيض من الآهات، والترهات، والهراءات، والافتراءات.
الإمارات، قبس من نور، في سماوات الكارهين المظلمة، والمعتمة، والمدلهمة، والقاتمة، والمتفاقمة، والمفخمة، بعقد النقص، ومركبات الدونية، وخدوش التاريخ، ورتوش أزمنة الإخفاق، والاختناق وما فعلته عقولهم الناقصة، الإمارات مختلفة؛ لأنها اختارت الحب، ومضت تسرج خيولها باتجاه الأحلام الزاهية، والأيام، الباهية، لأجل الأنام، ولأجل أقلام تسجل، بلا زيف، ولا حيف، ولا شظف، ولا كلف، ولا أسف، ولا رجف، ولا تلف.. الإمارات مختلفة؛ لأنها أدركت الوعي وعلى ضوئه سارت متئدة، متواكبة مع الحضارات العظيمة، منسكبة كأنها الغيمة السخية، حادبة كأنها النجمة البهية، ذائبة في الوجود، كأنها كتلة الثلج الجلية، متجلية، كأنها الشمس في سماء صافية، متسامية كأنها النسمة الثرية، متطورة كأنها الزهرة الفيحاء في بستان الحياة.
الإمارات مختلفة، فلذلك هي ترى عن بعد بالعين المجردة لكل ذي بصر وبصيرة، هي هكذا مثل كل الملاحم التاريخية الكبرى، هي هكذا مثل كل الأغنيات الخالدة، هي هكذا مثل كل الفلسفات العظمى، هي هكذا مثل كل الأنهار الكونية، التي وظيفتها فقط العطاء، والدهشة، والخلود..
الإمارات مختلفة؛ لأنها تقف في النور، ولا تخبئ أشياءها وتفاصيلها، هي هكذا، أيقونة الزمن، ومشهده الأصيل.. الإمارات مختلفة؛ لأنها لا تكتب تاريخها في الظلام، ولا تعد واجباتها خلف الكواليس، ولا تطرح خطابها السياسي بألوان المساحيق، وأشجار الزينة، ولا تتعامل مع الآخر بوجوه مقنعة، ولا بعملات مزيفة، هي هكذا مثل صحرائها، متسعة، وصافية، مثل قلوب أهلها، نقية مثل نخيلها وفية مثل بحرها عملاقة صارمة، حازمة، جازمة، حاسمة، لا تلين لجائر، ولا تهين معوزاً.. الإمارات دوماً في قلب الحدث الإنساني؛ لأنها تسكن في قلوب الناس جميعاً، لأنها تملك الأفئدة بالحب والتفاني من أجل حرية الناس وكرامتهم وشرفهم.. الإمارات مختلفة؛ لأنها مؤمنة بأن الاختلاف تميز وتحيز للإيجابية، وانحياز للتطور، وذهاب بالعقل نحو البناء والنماء والاستواء على خط الأحلام الواعية لمضمونها، المدركة لقوة الوعي وإنجازاته، عندما يكون صافياً متعافياً من أدران التخلف، والانزواء في زوايا الكراهية والانطواء تحت ملاءات الخوف من الآخر.