بقلم : علي أبو الريش
ستون عاماً من الأمن، ستون عاماً، وشرطة أبوظبي تطوق النحور، بقلائد الفرح، وترسم صورة الوطن في عيون الناس، كشجرة، تتسامق إلى السماء، وتقطف من سكينة القلوب ثمار الحب، وتهدي للعالم مثالاً للتواصل، مع الآخر بقفازات النعيم. ستون عاماً، والشرطي في الشارع، مثل وردة فواحة تنثر عطرها في الاتجاهات الأربع بسخاء الأولين، ومن نقشوا قماشة الحياة، من لون الفكرة الوتيرة، وخاطوا فساتين الطموحات من حرير، الرمل الصحراوي النبيل. ستون عاماً والعاصمة تنعم بالأثير، النقي، وثراء المعطى، والأثر الطيب، ومثابرة الأوفياء، لترسيخ، الثوابت الإنسانية، وتثبيت الأواصر بين الشرطي وأحلام الناس في حياة بهية زاهية بالطمأنينة. ستون عاماً والسفينة تلج محيطات الأمل، وتعانق الموجة الحياتية بكل ألفة وسماحة. اليوم، يبدو تلمسه، مبهراِ، ونحن نرى بلادنا تتلاحم مثل أغصان النخلة، وتوشوش للوجود ريحانة بسقيا الأيدي المخلصة، المتفانية من أجل أن تبقى راية الوطن عالية، والعلم يرفرف مثل أجنحة الطير الأنيق، والناس جميعاً، يرفعون الأعناق فخورين، بما تم من عطاء، وما سالت به من جزالة، سجايا المدنفين بحب الوطن، العاشقين لترابه، المنتمين للناس، وما يجيش في خواطرهم، من معنى، ودلالة. اليوم ونحن على أعتاب عام جديد، يحق لنا أن نعتز برجل يرتدي البذلة العسكرية ويقف كتفاً بكتف إلى جوار الناس، في كل موقع من مواقع الحياة، يحق لنا أن نضع هؤلاء جميعاً شغاف العقال، ونقول لهم، كلنا شرطة، وهذا ما نريد أن يكون، فعندما يتحول العامل، والموظف، والمسؤول، والطالب، والرجل، والمرأة، هؤلاء جميعاً، رجالًا ونساءً، صغاراً وكباراً، إلى عقول أمنية، تضع أمن الوطن ما بين الحاجب، والحاجب، يكون الوطن محيطاً، تسبح في أحشائه زعانف المودين، بعرفانية لا مثيل لها. اليوم، هو هذا المطلب، وهذا المنى، والرجاء، والأمل، الوطن للجميع، وواجب الجميع من مواطن ومقيم، أن يكون الوطن في عيونهم، النجمة التي تضيء، والشجرة التي تظلل،
والنهر الذي يروي، والجبل الذي يصد الريح، والبحر الذي ينقي الهواء. اليوم هو هذا الوطن وهؤلاء أناسه الذين يحبونه، ويذودون عنه ويصدون كل ما يعيق دورته الدموية. بعد ستين عاماً من العطاء، السخي، يحق لكل واحد منا أن يقول، أنا شرطي، وأن يرتدي حلة اللباقة ويمضي في المكان موشحاً، بمعاني الضبط والربط، واحترام الأسس، والقيم الإنسانية التي تكللت بها الحياة الشرطية. أنا شرطي، أي أنا والشرطي، نقوم بحماية المنجز العظيم، وصيانته من أي غبار، أو نثار. نعم معنيون بهذا الحب، لمن أعطى الحب، وقدم بلا تردد، لأجل أن يستمر النهر في بث العذوبة.