بقلم : علي أبو الريش
بالقراءة، نحن في قلب المستقبل، نحن في حضرة التقدم والازدهار، الذين يقرأون لا تأفل أقمارهم، ولا تذبل أزهارهم، ولا تجف أنهارهم، ولا تشحب ألوانهم، ولا تتوقف أمطارهم.
الذين يقرأون، كائنات، مزدهرة بالحياة والنمو، وهم الصفحات التي يكتب التاريخ بين طياتها عنوان العطاء والسخاء، وهم الذين تستدير ناحيتهم الآمال فتكسبهم القوة والإرادة الصلبة.
الذين يقرأون، في عيونهم بريق وبين أصابعهم الشوق الأنيق لنحت أسباب الحضارة والتقدم والذهاب في محيط الحياة من دون رهبة أو هواجس مرعبة، لأنهم محصنون بأحلام لا تجزع، وأقلام لا تفزع، وأيام لا تخدم، لأنهم بالقراءة يغسلون الوعي بماعون البحث والتحري، ولأنهم بالقراءة يقطفون أزهاراً ويغرفون أمطاراً، ويسكبون من السطور بخور، ومن الحروف ندوف، ومن الكلمات ملهمات، ومن العبارات مدائن بهجة وسرور وثقة وثبات، الذين يقرأون ينسجون من الحروف سجادات حرير، ومن الكلمة ملحمة الوجود وأسطورة بقاء.
الذين يقرأون تضيء لهم الكواكب والنجوم دروبهم بالوعي، وترسم خطواتهم في دفاتر التاريخ وتسدد خطاهم في الحاضر والمستقبل، الذين يقرأون يتحدون أنفسهم، ويتصدون للظلام، فيضيئونه بعلامة التنصيص، وينضمون إلى قافلة المبدعين.
وما دعوة القيادة إلى القراءة إلا استدعاء عصور مضت كانت فيها القراءة حيازة العاشقين للسمو، المدنفين بهوى الأعناق الطويلة، الذاهبين إلى العلا، حتى أصبحت الحضارة العربية في زمنها الذهبي، المنارة وشعلة النور التي أضاءت العالم، وها هي اليوم تتصدى الإمارات بقيادة فارس الكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمهمة الارتقاء بالذوق والوعي، بترسيخ القراءة كمشروع إنساني نهضوي، تعمل القيادة على بثه في النفوس، لأجل أن ترتفع الرؤوس، عالياً وتستعيد العروبة مكانتها في محيط العالم، وبلد قيادتها سباقة في نشر الوعي، لا بد لها وأن تتبوأ مكانها اللائق والمميز في العالم، وتصبح الجوهر والمحور في إحياء ثقافة السلام.
المصدر : الاتحاد