بقلم : علي أبو الريش
الإمارات والسعودية، قلب واحد في الدرب الواحد، لا شريك له.. درب السلام والوئام، درب القاسم المشترك، والبُعد الاستراتيجي برؤية الأفذاذ الذين طوقوا الأعناق بالفخر والاعتزاز بالنفس، الذين أناخوا فوق التوتر وأعشبوا الأفئدة بأمان واطمئنان.
الإمارات والسعودية، نهج أبهج المهج ومنح الإنسان الصوت والصيت ووضوح البيان وعلو البنيان، وما كان للخليج العربي والمنطقة بأسرها أن تهدأ وتستقر لولا هذا الانبعاث الروحي من كلا الدولتين، وما كان للزحف الأسود أن يتوقف لولا هذا الصمود البطولي لقيادات البلدين.
اليوم، صحيح أن هناك توتراً وأن هناك اختراقات للسيادة في أكثر من دولة عربية من قبل ذوي الأجندات التوسعية، ولكن هذه الاختراقات ستظل فقاعات أمواج طائشة سوف تزول وتنتهي إلى لا شيء، لأن الوعي في البلدين سابق لكل أطماع وكل جشع وهلع وصرع، الوعي بضرورة التلاحم، سد منافذ التسلل، ووضع حداً للكبر والجبروت، وقطع دابر النفوس المريضة، في اليمن لولا يقظة العشاق وطوال الأعناق وأشواق الذين لا تغمض عيونهم على ظلم وضيم، لولا هذا الحدس الفطري لأصبح اليمن اليوم عراقاً آخر، يصول على أرضه ويجول قاسم سليمان وسواه من الذين حلموا كثيراً وتوهموا كثيراً واعتقدوا أن الأموات يعودون أحياء بعد ركام من غبار الزمن الذي دفن حضارات وصارت من فعل الماضي وأحياناً كثيرة، مفعول به، والفاعل تاريخ يلفظ الخلايا الميتة في الجسد الإنساني.
الإمارات والسعودية، في الحرب على المتسللين والمتوسلين، والذين وقعوا تحت سطوة غش عقائدي، الذين استولت عليهم جريمة الطائفية، وصاروا حملاناً وديعة، تروغهم قوى تتخفى تحت حجب سوداوية عقيمة، سقيمة رخيمة.
وما يجري اليوم في اليمن مهما تظاهر الحوثي وصالح بالقوة والتعنت إلا أن منطق التاريخ لا يقبل الشواذ ولا يقبل الساديين ومرضى البارانويا، التاريخ حليف أكيد للصالح من الناس، التاريخ كائن ذكي يعرف كيف ينتقي من يشيدون أركانه بالصفحات الناصعة، والحروف المنحوتة بذهب المعاني، حرير القيم الرفيعة، وعندما تتفوه إيران أنها بسطت نفوذها على ثلاث دول والرابعة في الطريق ونقصد اليمن، فهذا يدل على مدى جنون العظمة واستفحاله، في أذهان الذين لازالوا يغطون تحت طيات الكوابيس الذين يقتاتون على الشعارات، ما يجعلهم يعيشون ويتورمون على حساب الفقر المدقع الذي يضرب أطنابه في إيران على حساب الأمية التي باتت شريعة الدول الطاغية والقادة السيكوباتيين.. ونحن نقول لهم استمروا في الحلم وقد حلمت الفاشية والنازية، وما آلت إليه بعد حربين طاحنتين، أثبت أن الإحساس بالتفوق لا يبنى على قواعد من قش أو رمل، وإنما تشيد أركانه بأدوات موضوعية مدعومة بمادة العقل الراجح.. نقول لهم استمروا في الحلم ونحن مستمرون في تحقيق طموحات الواقع، وفي النهاية لن يفلح إلا من جعل الواقع أرضه وسماءه.