العربية هي الأرقى

العربية هي الأرقى

العربية هي الأرقى

 صوت الإمارات -

العربية هي الأرقى

بقلم : علي أبو الريش

الأمم ترقى بلغتها وتشقى بغيها ولا يمكن لحضارة أن تنمو وتستمر من دون جناح شفاف ومتعافٍ، يحمل جسدها إلى الأفق لتبقى رشيقة أنيقة تؤكد وجودها بحضورها في المشهد الإنساني من دون إقصاء أو إلغاء ومن الإحساس بالدونية وعقد النقص.. اليوم نشهد من يمضغون لبان الكلمات الغريبة ويجترون مفردات أشبه بقطع الغيار التالفة، هؤلاء يستمرئون هذا اللغط ويمارسون هذا الغلط لأنهم فَقَدَوا بوصلة التوجيه من قبل جهات كان الأولى بها أن تضع كلمة اللغة العربية مثل الشراع في السفينة، مثل الجناح لدى الطير، مثل الشمس في السماء، مثل الموجة عند السواحل ولكن هذا لم يحصل في كثير من الأحيان، أما أن يتصدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لهذه القضية الجوهرية في حياتنا، ويعلن تأسيس مجمع اللغة العربية في الشارقة لهو المصباح الذي يدعنا نذهب إلى الأعلى من دون كبوات، نذهب إلى الأفق من دون عثرات.

هذه هي ملحمة الإمارات الثرية بالمعاني التي تجعلنا نغلق الجفون على صور بلاغية بديعة، يرسمها عشاق الحياة ويفتح أعيننا على مشهد مضاء بأفكار نيرة، خيرة، ثرية بالمعاني، غنية بشيم الرجال الكرماء.. مجمع اللغة العربية، مفتاح الحلم، ونافذة على هوية لغة هي في صلب الكون من أهم مفردات الحضارة البشرية.
لم يبلغ سقراط وأفلاطون وأرسطو بلوغ الشمس في معرفة الكون وإشكالاته إلا بلغة الأم، لغة الوطن اللاتيني الذي أعطى للفلسفة رائحة الزنجبيل ولون الزعفران، ومضت هذه الفلسفة محملة بلغة مشبعة بالحياة، مفعمة بالحب إلى وجود كان واجب الحضور أن يتم البحث فيه للعثور على نبتة المعرفة الحقيقية.. مجمع اللغة العربية في الشارقة هو الشامة والعلامة والقوامة، وهو المسافة الواسعة التي سوف تفصل جيل كامل عن الركاكة وعن الاستخفاف والاستهانة بلغة شغلت الدنيا في عصورها الزاهية، وأبدعت في رسم صورة الحضارة الناهضة، وهي في النهاية لغة القرآن.. والرسالة الإسلامية الإنسانية، التي حلقت في سماوات الكون لأجل إضاءته ومطاردة الجهل أينما كان رحل.

والإمارات اليوم أصبحت محفلاً حضارياً تهفو إليه القلوب وتصبو إليه العقول، والاهتمام باللغة الأم غاية ووسيلة لتكريس هوية، منبعها اللغة ورافدها إنسان ينتمي إلى هذه اللغة لكونها لسانه وبيانه ونباته وبنيانه، ولكونها صونه وشجنه وفنه وحضنه وحصنه وسكنه.. لغة الشعر والفكر وحسن الصور ومذاق الكلمات التي تشبه وجه القمر.. لغتنا هي بحرنا ونهرنا وعشقنا وشوقنا وحديقتنا الغناء التي تحدق فيها طيورنا نحو العلا ونجومية التميز والتفوق والاستثنائية.


المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العربية هي الأرقى العربية هي الأرقى



GMT 09:41 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلامهم أوامر

GMT 14:04 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

في معلوم السياسة في مجهول الكياسة

GMT 22:27 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبراج الإمارات السعيدة

GMT 21:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

في يوم العيد

GMT 23:33 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

يوم الشهيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates