هكذا هي قطر

هكذا هي قطر!

هكذا هي قطر!

 صوت الإمارات -

هكذا هي قطر

بقلم : علي أبو الريش

كان أحد الرهبان يقول عن نفسه: أنا الراهب الكبير الذي تهتز له الجهات الأربع، أنا العظيم الذي ينحني له الكبار والصغار، في يوم من الأيام فكّر هذا الراهب أن يزور صديقاً قديماً، يسكن في قرية مجاورة، فعبر النهر متجهاً إلى منزل صاحبه، وعندما وصل لم يجده، فاستشاط غضباً، وحنق، فأخذ قصاصة ورقية وكتب عليها عبارة (يا صديقي، أنا الراهب العظيم الذي تهتز له الجهات الأربع، كيف آتي إليك ولا أجدك؟)، ثم عاد إلى قريته خالي الوفاض مكتئباً. ولما رجع الصديق إلى بيته وجد قصاصة ورقية مكتوبة عليها تلك العبارة، ومذيّلة بتوقيع الراهب. أخذ القصاصة وكتب عليها كلمة طز، ثم ذهب إلى قرية الراهب، ولما وصل إلى بيت الراهب، علَّق القصاصة على باب البيت ثم عاد إلى منزله. وعند عودة الراهب إلى منزله شاهد الورقة، وقرأ كلمة طز، غضب غضباً شديداً، وأقسم أن يذهب إلى بيت الصديق ليوبّخه على فعلته المشينة. ولمّا واجه الصديق مستنكراً هذا التصرف . قال له صديقه وهو يبتسم، إذا كانت كلمة واحدة هكذا ترعبك، فكيف تدعي العظمة؟ وكيف تقول إن الجهات الأربع تهتز لك؟ فأنت إذاً لا شيء، أنت فقط شخص مدّع، وكذاب، لبث الراهب ساهماً، متفاقماً، متراكماً، مثل قماشة قش.   هذا هو حال من يدّعي العظمة، وهذا هو حال من تستولي عليه أوهام الكبر، والتكبر، يظل صغيراً، وضئيلاً. مهما توهّم وتورّم وتضخّم وتفاقم، وتزاحم، لأن العظمة هي في صدق الإنسان مع نفسه، وقدرته على التصالح معها، وتحريرها من شوائب الخيالات المريضة، وتخليصها من أحلام اليقظة، لأنها ما هي إلا زبد تذروه رياح الحقيقة، ما هو إلا جفاء لا قيمة له، هذه هي السفاسف، التي وقعت فيها قطر، وهذه هي الحفر التي انزلقت فيها، وظنّت أنها تستحم في النهر الصافي. قال سقراط اعرف نفسك، ومن لا يعرف نفسه كمن يمشي في الظلام، إنه يتعثر، ويتبعثر، ويتخثر، ويتدهور، ويتفطّر ويضيع في غياهب التيه. هكذا هي قطر، أرادت أن تكون كبيرة، فانتهت في التفاصيل المريبة، فمادت وتمادت، ومارت، وبارت بضاعتها الفاسدة، لأن العالم أصبح أضيق من ثقب إبرة، فأين ستمر خيوط قطر المهترئة، فالكذب مثل الفقاعة، يكبر ويكبر ثم ينفجر ولا يرى إلا سطح الماء الصافي. الكذب ناقة عرجاء، مهما بلغت من فجاجة إلا أن صحراء الحقيقة أبلغ فصاحة في كشف الكذب. الحقيقة وحدها كتاب لا يقرأ بالمقلوب. فمتى تتضح الحقيقة أمام من عصب العينين، وسار في الطريق، بلا بصر ولا بصيرة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا هي قطر هكذا هي قطر



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates