للحقيقة وجه وللوهْم وجوه
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

للحقيقة وجه وللوهْم وجوه

للحقيقة وجه وللوهْم وجوه

 صوت الإمارات -

للحقيقة وجه وللوهْم وجوه

بقلم - علي ابو الريش

الحقيقة مثل اللوحة تشكيلية الأصل، ولصورتها وجوه عدة. لا يمكن أن تضبط للوهم وجهاً، أو أصلاً، إنه يتشكل حسب ما تتشكل الصورة الذهنية للأشخاص.

لو حاولت أن تتقصى أصل حكاية وهمية، فلن تجد لها وجهاً واحداً، هي تأتيك بنسخ متعددة، ووجوه مختلفة، لأن لكل إنسان حاجة لتحقيق الصورة في الحياة، فمثلاً عندما يسرد لك شخص ما حكاية معينة، فسوف تجد في داخل كل حكاية حكاية ذهنية تخص الشخص الذي يحدثك عن قصة ما.
الناس يتناقلون الحكاية ليس لإخبار الآخرين عن حقيقة معينة، وإنما يفعلون ذلك بدافع حكاية داخلية يريدون التعبير عنها من خلال حكاية يروونها. في داخل كل حكاية وهمية تكمن إشاعة، وفي باطن كل إشاعة، غرض شخصي، وأحياناً يكون جماعياً، المهم في الأمر أن الوهم تصور ذهني يحيكه الناس لتحقيق غاية، نفسية، أو اجتماعية، أو ثقافية، عن طريق هذه الحكاية، يستطيع الأفراد، أو الجماعات، إيصال مفهوم ما الهدف منه تكريس واقع محدد.

عندما تستمع مثلاً إلى قصة «بابا درياه»، تجد في مضمون هذه الخرافة، غايات اجتماعية، صيغت على شكل قصة تبدو للوهلة الأولى أنها واقعية، وهي في حقيقة الأمر ليست إلا رغبة اجتماعية، لتشكيل سلوك اجتماعي يقوم على أساس ردع الدوافع الفردية، وتقنين، وتهذيب سلوك الأفراد، فعندما تسهر الأمهات على تحذير الأطفال من شخصية وهمية تحت اسم «بابا درياه»، ووصف هذه الشخصية، بأنها شخصية عدوانية، شرسة، تخطف الرجال، وتعتدي على مراكب الصيد، وتنهب محتوياتها، إنما يراد من هذا النعت، منع الصغار من المخاطرة والمجازفة، والذهاب إلى البحر في أوقات الليل.

وقد جاءت في الحكاية الشعبية أن هذه الشخصية جبارة وقاهرة، ومستبدة، وتتعامل مع الأشخاص بقسوة وعنف، وعلى الرغم من سرابية هذه الشخصية، وعدم وجودها في الواقع، إلا أن الكثير من الرجال، أكدوا رؤيتهم لبابا درياه، ووصفوه بأشكال عدة وصور، وطالما أن الحكاية من صنع الخيال، فهي قابلة للتأليف، والتشكيل حسب ما يتراءى للأشخاص، وحسب ما يتخيلونه، وما يظهر لهم في الذهن من صور محاكة حياكة منسقة، رتب خيوطها خيال بشري، مستند إلى مرايا لاشعورية، دبلجها عقل باطن محنك.
أما ما يحدث في الحقيقة، فليس الصورة المتخيلة، وإنما الجذر الحقيقي لتكون الأشياء، غير القابل للتشكيل الذهني. وما الحقيقة إلا محاولة شديدة العناد للتفكير بوضوح، وهذا ما لا يحصل في حالة الوهم، أو الخيال. فالحقيقة، هي ما نلمسه في العقل، والوهم هو ما نتصوره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للحقيقة وجه وللوهْم وجوه للحقيقة وجه وللوهْم وجوه



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 16:30 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

طحنون بن محمد يواصل استقبال المهنئين بعيد الفطر

GMT 00:12 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

«بيت النخيل»

GMT 23:37 2017 الإثنين ,17 تموز / يوليو

فشل الارهاب و سقوط الاقنعة

GMT 22:41 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

عبد العزيز هيكل يوضح سبب إشارته إلى "النجمتين"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates