كف عن الإدانة تحيا سعيدًا

كف عن الإدانة تحيا سعيدًا

كف عن الإدانة تحيا سعيدًا

 صوت الإمارات -

كف عن الإدانة تحيا سعيدًا

بقلم : علي أبو الريش

تقف عند الشاطئ، وترى البحر هائجاً، فيصيبك الانقباض، وتتكدر. تعبس، وتعقد حاجبيك، وتمط بوزك، وتذهب إلى أي مكان متشائماً، تريد أن تقول شيئاً، لكنك تمسك عن الكلام. تصادف شخصاً يتصرف بسلوك غير مألوف لديك، فتكفهر وتتذمر وتود لو أنك تستطيع أن تفعل شيئاً إزاء هذا الشخص النافر.

تدخل على مديرك في العمل، وتجده يناقش موظفاً بعصبية، يوبخه ويكيل إليه الكلمات اللاذعة، فينتابك شعور الرفض لهذا التصرف الذي تعتبره غير أخلاقي. وهكذا، طالما أنت تعيش في مجتمع البشر، وليس الملائكة، فتوقع مثل هذه السلوكيات، وأكثر منها. ماذا إذاً عليك أن تفعل حتى ترتاح وتستعيد سعادتك؟

قم بالاسترخاء، وفرغ عقلك من الأفكار، فهي التي جلبت لك كل هذا الغم عندما صورت لك أنك الوحيد في هذا العالم السوي والذي يمتلك قلباً ملائكياً، ولذلك على كل الناس أن يلتزموا بأخلاقك، وإلا سيصيبك سلوكهم الشاذ بالأذى.

كن فرداً في المجموع، وجزءاً من الكل، ولا تميز نفسك عن الآخر، ستجد الأمور تسير بسلاسة ويسر، ولن يكدر صفوك أي سلوك لأي شخص ما، مهما بلغ به الانحراف عن قاعدة البيانات التي تعلمتها منذ الصغر.

أنت بحاجة إلى تنظيف العقل من الأفكار المسبقة، كما ذكر روسو.

أنت في المكان الوسيع، أنت عند شغاف الغيمة، أنت على ظهر الموجة، أنت في قلب النجمة، عندما تكون أنت، وليس الماضي، بكل مخلفاته ونفاياته. عندما تكون صافياً ونقياً من هذه البقايا، تتحرر من الإدانة، ولا يصبح أي شخص في هذا الكون، يسبح ضدك، بل ستجد كل الناس يرتدون ثياباً بيضاء ناصعة، لا تشوبها شائبة، ولا تخيبها خائبة. أنت بعيداً عن الشخصنة لن تشعر بالحاجة إلى إدانة أحد، لأنك لا تحس بوخز الأنا، الذي هو السبب، والنتيجة لكل إرهاصات العقل، وكل تناقضاته المريرة.

الأشخاص السعداء، هم أولئك الذين تحرروا من توجيه الاتهام إلى الغير، وهم الذين يقبلون الأشياء كما هي من دون مقدمات، ولا رواسب تحيل بين الفرد وسعادته.

كن أنت في الـ«هنا»، ولا تكن في الـ«هناك». هناك صور خيالية، وأوهام توحي إلى أنك لا تستطيع عبور النهر، إلا بإزالة هذا الشخص وذاك، لأنهما يعرقلان مسيرك، هذا التصور يجعلك في وضع الخائف، والخوف طريق إلى إدانة الآخر، والإدانة مثل الغبار في الوعاء القديم، عندما تستولي عليك، مشاعر الإدانة، فإنك تمتلئ بالغبار ولن تجد مجالاً لوضع السعادة. سوف تهرب السعادة، وسوف تمكث أنت في قلب التعاسة. لا تدين حتى لا يحتلك الضعف، فعندما تضعف تخاف، وعندما تخاف تضطر «الانا» للبحث عن ضحية تدينها، وتضل أنت وسط جدلية الضعف، والخوف، والإدانة، وخلف هذا المثلث، تكمن السعادة، التي تعيش دوماً مع الإدانة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كف عن الإدانة تحيا سعيدًا كف عن الإدانة تحيا سعيدًا



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates