أين مشروعكم يا عرب

أين مشروعكم يا عرب؟

أين مشروعكم يا عرب؟

 صوت الإمارات -

أين مشروعكم يا عرب

بقلم : علي أبو الريش

منذ فجر التاريخ ونحن نجر النواح، ونفتح الجراح، ولم يزل حزننا التاريخي يمد أشرعته على القلوب، ولا دروب غير الوقوف عند نقطة الصفر، والاتكاء على تلال من الوهم، والانتظار من السراب أن يصب ما الفرج.

إيران ذهبت بعيداً في تفشيها، وكذلك تركيا، وقد يبرز في الوجود دول أخرى أصغر من حبة القمح، تطرح مشاريعها، وتمضي في توسعها على حساب العرب، وكل يدعي مشروعية أحلامه، عدا العرب، فلم تزل أحلامنا لا تتعدى ساعات التأمل الذاتي، ثم تتلاشى مثل الموجات المتكسرة عند الشطآن الصخرية. لو اجتمعت عصي العرب، لتحطمت أمامها كل سنابك خيول كل من جمحت طموحاتهم، وارتدت منكفئة، ولم نعد نسمع تلك التصريحات، ذات الرنين الذي بات مهيمناً على حناجر من يطلقونها.

اليوم تتوسع حدقات الأتراك، وتحت ذرائع ومسوغات مختلفة ومتلونة، مثل ألوان التاريخ الذي بنوا عليه مصطلحاتهم، أما إيران، فهي عرفت جيداً من أين تؤكل الكتف، فنهشت الكتف العربي ولم تكتف بذلك، بل بدأت تراوغ بين الكتف والسقف، وتضرب على وتر فلسطين، والآن القدس، وهي مستمرة في بعث أموات التاريخ، لأنها فهمت جيداً معنى أن تلامس المشاعر، وتضغط على الجرح الدامي لتظل الدماء طافرة، كمبرر طبيعي لحشد العواطف وراء قضية هي لا تريد منها غير المزايدة والمتاجرة، وبيع الدم الفلسطيني في سوق قطع الغيار المستعمل.

مع كل هذا النعيق والنهيق، لم تطلق رصاصة واحدة لا من إيران ولا من تركيا من أجل تحرير القدس، بل إن الرصاص يتجه صوب النحور العربية، وما شهده العراق وكذلك سوريا وما بينهما تفجيرات في البحرين، ودعم لوجستي حثيث لجحافل الخارجين على القانون، كل ذلك يحدث أمام سمع وبصر العرب، ولم نجد صرخة تحرك وجدان المعتصم ليذود عن الحياض، ويحمي المكتسبات والمقدسات من مخالب المدعين والمفترين والمهرولين باتجاه شعارات واهية وأكاذيب وألوان مختلفة من الحيل، لتحقيق المزيد من الأطماع على حساب فشل المشروع العربي الذي لم تنبت له أوراق بعد، ولم تنتعش أجنحته، ولن يحدث ذلك طالما خرج من بين ظهرانينا ومن بني جلدتنا، يقدم الولاء والطاعة لكل من يحرضه على تدمير بلده بيده. ونتيجة لأننا فهمنا درس الديمقراطية بالمقلوب، فإن المناورين والمراوغين انتهزوا الفرصة السانحة، وانقضوا على الفرائس ليجعلوها أذرع تعمل بالوكالة، لتنفيذ مشاريع عدوانية بغيضة وشريرة، واستغرب من المسؤولين الإيرانيين الذين يتباكون على المقدسات الإسلامية في فلسطين، وهم لم يتركوا شاردة ولا واردة من أماكن دور العبادة في العراق إلا ودنسوها لأنها ليست تابعة للحوزات.  نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين مشروعكم يا عرب أين مشروعكم يا عرب



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates