بقلم : علي أبو الريش
الهلال الأحمر الإماراتي، فوح من فوج، هو هلال استهلال، وإحلال وإجلال، وجلال الأيدي السخية، والنفوس الزكية والقلوب الزاهية بنور العطاء والوفاء من أجل إنسانية تنعم بالرفاهية والرخاء والكرامة، ومن خلال هذه الهيئة يسطع هلال المتطوعين الذين يسخون بجهدهم ووقتهم وراحتهم من أجل إضفاء الحياة الهانئة على كل محتاج ومُعوَز، وكل من عاكسته الظروف وكل من خالفته حظوظ العيش الكريم.
فرق الهلال الأحمر الإماراتي عاشت ظروف اللاجئين في كل مكان، رافقتهم في أحلك الأوقات وقدمت كل ما يرفع عنهم الضيم والظلم والظلام بتوجيهات سامية من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر.
تطير فرق المتطوعين في فضاءات العالم شرقاً وغرباً وفي الأيدي مناديل تمسح الدموع وتشعل الشموع وفي كل زقاق وميدان في هذا العالم تزرع زهرات البهجة وترخي ظلال الغيمة الممطرة على رؤوس الذين شحت بيئاتهم سواء لأسباب طبيعية أو بشرية، وعَلَم الإمارات يهفهف خفاقاً بمشاعر الحب والانتماء إلى روح الإنسانية المعذبة.
وقد بلغ عدد المتطوعين في العام الفائت 6542 متطوعاً ومتطوعة، هؤلاء جميعاً يشكّلون أجنحة الرحمة والمودة وبقلوب ملؤها رذاذ الصحراء النبيلة يذهب الأوفياء إلى الناس جميعاً وهم على قناعة تامة بأنه لن يرأب صدع العالم ولن يصلح خدوشه وشروخه إلا التآخي بين بني البشر ومن دون تمييز أو تلوين وهذا ما علَّمتنا إياه الصحراء، وهذا ما تلقيناه من فكر القائد الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، الذي أناط المسؤولية إلى أبنائه الكرام بأن يكونوا السند والعضد لكل من وقف عند قارعة الحياة وشفة العطش أو ناله الشظف، وعلى هذا المنوال تسير قافلة الأبرار باتجاه الطريق الصحيحة لإصلاح ذات بين الإنسان وطبيعته، ولإعادة كينونة البشر إلى سجيتها وفطرتها بعيداً عن الأنواء والأرزاء التي جلبتها الحروب والعداوات والكراهية.
فرق الإمارات تتقفى أثر الفقر في كل مكان لتقطع دابره، وتكبح جماحه وتعيد للإنسانية فرحتها وترسم على وجوه الصغار ابتسامة الصباح وتملأ قلوب الناس بمشاعر الأمل.. و«الهلال الأحمر» كهيئة تقوم بوضع أسس التطوع وتنظيمه وتشجيع الناس لأن يقوموا بهذا العمل الشريف وتدفع بهم نحو سلوك التعاون والمساعدة والمساندة وإنقاذ الملهوف وإسعاف المكلوف، ووضع حد لمعاناة الملايين من البشر حتى أصبحت الإمارات اليوم يشار إليها بالبنان كأهم داعم ومغيث في العالم وهي الإشارة التي تؤكد أن الإمارات الشريك الأساسي في تنمية الحضارة البشرية، وإضاءة مصابيحها، كما يستمر الإنسان في العطاء وكي تستمر طاقاته متوقدة وجاهزة للعطاء على مسار التاريخ البشري.
المصدر : الاتحاد