قطر السمكة التي فرت

قطر السمكة التي فرت

قطر السمكة التي فرت

 صوت الإمارات -

قطر السمكة التي فرت

بقلم : علي أبو الريش

سمكة السلمون التي تخسر بوصلة الاتجاه، تفقد القدرة على الوصول إلى قمة الشلال، فتنزلق في القاع، لتصبح فريسة للمفترسات.

هكذا هي قطر، ربما خيل لقادتها أنهم قادرون على الجنوح ضد التيار، بإيعاز من ذوي الأيديولوجيات الضخمة، وربما، أصبحت «الأنا» لديهم متورمة بفعل الغاز النافخ في عروق أجندتهم، وربما يكون لعقدة النقص علاقة بهذه المكابرة والمفاخرة والمتاجرة والمغامرة. الأمر سيان، فإن الدوحة غارقة حتى الأذنين في هلوسات ما قبل النوم، وهي ذاهبة في الخيال حتى آخر نفس، لأنَّ العقدة كبيرة، والتوهم أكبر، والتجهم بلغ مداه، والتاريخ
يعطينا من الأمثلة على هذا التورم الذاتي.

هتلر، وموسوليني، وبول بوت في كمبوديا، ذهبت على أيديهم ملايين الأرواح، لأنهم فكروا بالنقيض، ولأنهم وقعوا في فخ أحلام اليقظة، ولأنهم أطاحت بهم النفس الشريرة، واعتقدوا أنهم يمتلكون الحقيقة، وغيرهم لا يملك شيئاً.

هكذا هي قطر اليوم، تخيل قادتها أن خروجها عن الإجماع، يمنحها القوة والتميز، فتميزت للشر ظناً من قادتها أنها عندما تحيك الشر للآخرين، تستطيع أن تنمو وتصير لها أجنحة النسور، ونسيت الدوحة أن النسور هي هكذا، ولدت كبيرة ولم تقترض من الجبال العالية شموخاً، ولا من الغابات الكثيفة سيقاناً.

الأحلام من الممكن أن تأخذك إلى السماء، ولكن عندما تكون في الواقع لا تجد غير السراب. الدوحة ظامئة إلى «الفوق»، لكن هذا الفوق يحتاج إلى مقومات واقعية، لا إلى فذلكات عزمي بشارة، ولو كان بوسعه أن يفعل شيئاً، لقدم ما يفيد لشعبه الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال، ولكن كيف؟ فاقد الشيء لا يعطيه.

أما الضلع الآخر للمهزلة التاريخية، فهو القرضاوي، والحقيقة أن هذا الرجل، ومنذ صغري، عندما كان يهذي على شاشة تلفزيون قطر، أيام الأسود والأبيض، وأيام ما كانت الدوحة بريئة، مثل سمائها وأرضها، كنت أمتعض من هذا الرجل، وكان يخيل لي أنه كائن جنسي، لأن أحاديثه لا تخرج عن كونها تصب في خانة العلاقة بين الرجل والمرأة، وما تتضمنه هذه الأحاديث من كلمات ظاهرها ديني، وباطنها جنسي.

إذاً ماذا نرتجي من بلد وقع في براثن رجلين، كلاهما غارق في الذاتية، وما أدراك ما الذاتية، وما الذي تؤدي به حينما تفترس الإنسان، ويصبح عبداً لها. فلا يفتي بقتل الأبرياء إلى من انغمس في الأنانية، لأنها تعميه عن رؤية الحقائق، ويتلاشى في عينيه الآخر، ولا يرى فيه غير الرجس والبخس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر السمكة التي فرت قطر السمكة التي فرت



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates