ما أروعها ما أجملها

ما أروعها.. ما أجملها

ما أروعها.. ما أجملها

 صوت الإمارات -

ما أروعها ما أجملها

بقلم : علي أبو الريش

السعديات.. تحفة الطبيعة الخلابة، حارسها البحر وحرز زمانها ورقية مكانها، وأشجار القرم قلادة الوجود وفن الأبدية، تزخر باخضرار طوق الجزيرة بأحلام الطير المهفهف بأجنحة الفرح، ورهافة المعنى وشفافية البوح وحيوية التحليق.

في هذه الجزيرة، تسهر الأشياء معتنية بالجمال، مسهبة في ترتيب مشاعر الناس أجمعين، مسترسلة في ترتيل آيات الحب، وتلاوة السيرة الذاتية لجزيرة ما بينها والبحر قصة التداخل والانغماس في كتابة التاريخ بحبر الماء ونون الحياة، وهي الرعشة الكونية حين يكون الحب صافياً مثل عيون الطير، وحين يكون الوجود قارباً يسافر في الناس عبر مضائق الأفكار الفيّاضة بالأمل، المنسجمة مع أمنيات الذين تناغموا مع لمعة النجوم واستدارة القمر، ورقصة أهداب الشمس على صفحات بحر بدا في الوجود مثل وجنة لم تلمسها يد لاهٍ ولا مشاكس.

هنا في الجزيرة، حيث يمر شارع خليفة متأبطاً حقيبة فضائه، مرصعاً بزينة الفرح، مزملاً بمخمل السعادة، منتمياً إلى الحياة برفاهية العشاق المدنفين، ورخاء المحبين الذين جاؤوا إلى الوجود، بمهمة رسم لوحة الجمال وتنسيق مشاعر الناس، وبث العذوبة في كل مكان.

هنا في الجزيرة، تبدو الحياة مثل كون تشكل على هيئة الأياقين الأسطورية، وعلى صورة المعجزات التاريخية، وما أن تجد نفسك في هذا الطريق المخضب بلون الزهر، يأتيك الدهر مجللاً بابتسامة الفوز، يقول لك إنك فائز كونك مددت الخطوات على سجادة السعديات، بحريرها المطرز بفطرة القرم، وفطنة من عشقوا الجمال، وأكسبوه من وعيهم جمالاً، وحنكة من أيقنوا أن الحياة نظرة فابتسامة فعلامة وشامة، ترتسم على خد الوجود، ووسامة تشيع فيضاً من بهاء وصفاء.

في السعديات، هناك المكان يشرق ببياض الأجنحة، واخضرار الأوراق، وعبقرية من نسجوا خيوط الشرشف الأنيق، وهيأوا للأحلام أياماً تمضي في الزمان كأنها غزلان هجعت على مروج، والطرف مغضوض على ندى السابحات تحت سقف السماء الصافية.

في السعديات، تبدو الأفكار مثل فراشات تلون المخيلة، وتزخرف الكلمات، وتسكب الشهد في المهد، وتليد التاريخ يعبر بك محيطات الخيال، وأنت مثل البحر، مثل أشجار القرم، تحرس وتحترس، من غفوة تبعدك عن نظرة تسلبك من نغمة، حرّكت فيك أوتار النشيد الأزلي. فأنت هنا ولو لبرهة، فإنها الزمن كله، الحياة كلها. 
نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما أروعها ما أجملها ما أروعها ما أجملها



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates