بقلم : علي أبو الريش
حقاً سوف تنتصر قطر ويعلو كعبها إنْ أذعنت للحقيقة وانتصرت للحق، كثيرون هم الذين يدفعون بالقيادة القطرية إلى التمادي في الشطط، والمغالاة في الغلط لأنهم يحققون بذلك مصالح أيديولوجية خاصة، وأجندات خارجية لا تنجز لقطر غير الخطر الذي يهدد كيانها، وبنيانها، وبيانها، وبنانها، وفي حال انغماس قطر في التعنت والتزمت، لن يربح غير الإرهاب، والذي سيكون الشوكة الوخازة في خاصرة هذه الدولة الصغيرة، فالتجربة مع الإخوان والذين هم الآن يتخذون من
قطر مخبأ في المعطف الخليجي، أثبتت أنهم جنس نوراني فج وقميء، وعقل محتال لا يؤتمن مهما أظهر من صور السكينة والاستعطاف، وإذا كان الأخ يقتل أخاه وأمه وأباه وصاحبته وبنيه، فكيف لا يفتك بأي إنسان، والذي تنكر لبلده ومنشأ مولده، فكيف له أن ينتمي لِمَنْ جنّسه، إنها المصلحة الآنية والخطط التكتيكية التي تجعل من الإخواني حليفاً أو صديقاً، ومتى ما أزف زمن العلاقة، فلن تصبح قطر إلا فريسة سهلة ينقض عليها الإخواني المتغطرس، والمتمرس في صناعة الأعداء، وتحت ذرائع وحجج مختلفة ومتنوعة، تتجاوز حدود العلاقة الدافئة التي تتباهى بها قطر الآن، ولا تعلم ماذا تخبئه لها الثعابين، والعقارب من مفاجآت مرعبة، فقطر هي قطر، ولن تكون في يوم من الأيام دولة تقع في المحيط الهادي، أو الأطلسي، ولن تجلس بجوار بحر قزوين، أو بحر إيجه حتى تحتمي بإيران، أو تركيا، فهي دولة عربية خليجية تقطن في قلب الخليج العربي وعند خاصرة الجزيرة العربية، فالمراوغة والمناورة والمغامرة والتطاول والتحايل والتمايل لن تسمنها من جوع وعزلة. المغرضون كثر، وهم يدفعون بالقارب القطري نحو الإغراق، ويريدون لقطر أن تعيش أحلام اليقظة إلى ما لا نهاية، وهؤلاء هم الرابحون، وقطر الخاسرة، لأنهم طفيليات اعتادت العيش على إمكانيات الغير، ولكن إمكانيات قطر المادية هي ليست إمكانيات دولة عظمى، بل هي متواضعة إذا قورنت بما لدى الدول الأخرى، ولكن عجلة الدفع الرباعي ستستمر إلى أن تقع الفأس بالرأس، وتفشل قطر في تحقيق أي من مآربها والتي هي في الأساس مآرب من احتضنتهم وروجت لهم وألبستهم لباس الحق، نعم سوف تنتصر قطر لو أذعنت لمطالب دول التعاون، لأنها ستكون أنقذت نفسها قبل غيرها من مخالب الشيطان، وأفلتت من مآرب الإخوان، وأفشلت مشروعهم الخبيث، وأجهضت خططهم وأحبطت عدوانيتهم البغيضة، نعم ستنتصر قطر لو عادت إلى رشدها، وتخلت عن كبرياء مزعوم، وسيادة لا علاقة لها بما يحدث من تجاوزات مست سيادة الآخرين.