اعشق لتصبح غير أناني

اعشق لتصبح غير أناني

اعشق لتصبح غير أناني

 صوت الإمارات -

اعشق لتصبح غير أناني

بقلم : علي أبو الريش

الحب كائن أناني إلى درجة اللا أنانية.. نحن مطالبون بأن نكون كذلك لنمسك بأطراف السعادة، والتعساء وحدهم الذين يحبون من دون أنانية، ولذلك فهم يمسخون الحب معناه، ويطيحون بالحياة السعيدة، هؤلاء هم وقود الحقد والكراهية، وهؤلاء هم أعداء الحياة، فلا تستغرب أبداً أن يقدم شخص على الانتحار، أو آخر يفجر نفسه ويقتل الآخرين، لأن الذي لا يعرف قيمة السعادة لن يضع قيمة للحياة، ومن لا يقيم الحياة لن يمسك عليها، ولن يحفظها، فنحن بحاجة إلى الأنانية، لأنها تمنحنا خصوبة الروح وتعطينا المساحة الكافية لنقترب من أنفسنا، وبالتالي نقترب من الآخرين، وكلما اقترب الفرد من الآخر، كلما وجد نفسه حاضراً في الوجود، وبدوره يتكون لديه الإحساس الصادق بقيمة أن يكون موجوداً، فالشخص اللا أناني هو كائن لامبال، وهامشي، ومبتل، لأن الأنانية تعطي الإنسان مصل التعافي من الخروج من الذات إلى عالم سرمدي بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وكم هي مزرية الحياة عندما تفيض باللامعنى، وعندما تلبس رداءً شتوياً في الصيف، وتلبس رداءً صيفياً في الشتاء اقترب من نفسك، واطلل عليها بعين يشع منها بريق التأمل ستجد في العمق كائناً صغيراً في طور النشوء والارتقاء، هذا الكائن هو أنت الحقيقي، إن خرجت للعالم من قبل أن تلمسك مخالب الواقع، وما له وما عليه من غبار فإنك سوف تنجو، وأنت بوافر الصحة والسعادة، يجب ألا نخجل من أنانيتنا، لأنها فطرتنا، ولأنها حقيقتنا، ولأننا من دون أنانيتنا لن نصبح غير أنانيين، في جميع الأحوال الذين يظهرون اللا أنانية هم في الحقيقة أنانيون حتى النخاع، وهذا ليس ذنبهم وإنما لأنهم وقعوا ضحية خديعة اجتماعية، صورت لهم أن الأنانية أمر منبوذ، وبالتالي، فهم هربوا من هذا المأزق، ليعودوا إليه من الباب الخلفي متلصصين خائفين، والخائفون ضعفاء لا يستطيعون أن يحبوا، الأمر الذي يُدخلهم في غرف الأنانية من الأبواب الواسعة، فعلى الإنسان أن يتجذر في نفسه، وأن يغوص فيها، وعندما يحدث ذلك والإنسان بطبعه جزء من الوجود يكون قد حقق التحامه بالآخر، وليس الآخر هو الإنسان، وإنما أيضاً المخلوقات الأخرى من حيوان وطير وكل ما تمثله الطبيعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعشق لتصبح غير أناني اعشق لتصبح غير أناني



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 06:44 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

شما آل نهيان تطلع على دور المهندسات المواطنات في "ستراتا"

GMT 23:57 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

سلطان القاسمي يعزي هيثم بن طارق بوفاة السلطان قابوس

GMT 06:15 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

حيل لتكبيرالشفايف في المنزل بعيداً عن الحقن والفيلر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates