بقلم : علي أبو الريش
مثل نجمة تضيء حياة الناس، مثل غيمة تثري حياتهم بالنماء، فيض من سماء، يطل على الأبناء، ويرخي ظلال الحلم البهي، يبهج ويسرج خيول المحبة في الأفئدة.
هذا هو محمد بن زايد، هذا هو القائد والرائد، هذا هو نعيم الله في أرضه، وهذا الأثير المنير، يعلم الناس معنى الإيثار والتفاني، والجود في الوجود، يعلم ويكلم وينعم، ويغنم بحبهم وانتمائهم إلى الحياة، وذهابهم إلى الآخر بفرح وسعادة. هذا هو محمد بن زايد، بابتسامة القلب النقي، والفكر الصفي، والرؤية الثاقبة، يضع الإنسان في قلب الوجود، موجة تضيء السواحل بالبياض، وتلون الدنيا بالوشوشة، وتنقش على صفحات الذاكرة، المعنى والمغزى كيف يكون الإنسان إنساناً، كيف تكون الزعامة في مفردات الوطن وتلافيفه، وكيف يكون الحلم واقعاً، يتمشى على ضفاف الحياة، مزخرفاً بالثقة، مزدهراً بالثوابت الوطنية، زاهياً بالأمل، مثمراً بالعطاء والسخاء والنماء والانتماء.
هذا القائد، يقف في مرحلة من أصعب المراحل التاريخية التي تمر بها الأمة، شامخاً مثل الجبال، راسخاً مثل الحقيقة، لا يشبهه إلا هو، لا يكون إلا هو في الحدث الجلل، يمتطي صهوة الإيمان، بأن الوطن هو الفكرة المجللة بالثبات، هو الكلمة المكللة بالصدق، هو الرواية المكتوبة بدم الشهداء والأوفياء والنجباء والنبلاء، الوطن، السرج والنهج والمهج واللجج والفج العميق في الروح، وبلا شروح، هذا القائد في زيارته للمعلم أحمد إبراهيم التميمي، وفي صحبته الابتسامة الشفيفة، والنظرة اللامعة بندى المشاعر الرقيقة، ومبادئ الأولين الصادقين المخلصين، الذين نحتوا في الذاكرة الإماراتية حضارة شعب لا ينسى عطاء الناس، ولا يحفر إلا في الأرض الطيبة.
هذا القائد، من نسل سلالة شيمتها الولاء للكرم والكرامة، والانتماء إلى أحلام الناس الطيبين. في هذه الزيارة يستدعي محمد بن زايد، كل أخلاق الرجال العظماء، ويوقظ من في عينيه نعاس، ومن في أذنيه صمم، ومن في فمه ماء، بأن العظيم هو من يعظم عطاء الآخرين، ويجل فعالهم الجليلة، ويكلل إنجازاتهم بالشكر والعرفان، لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله. في هذه الزيارة، تزورنا الذاكرة، وتذكرنا بأن في الوصال خير الخصال، وخير الخصال أن نتواصل مع مَن أثرونا بالعلم، وحقنوا قلوبنا بالأخلاق النبيلة، وأرووا عقولنا بعذب المعرفة، ومدوا حياتنا بالأمنيات الكبيرة. في هذه الزيارة، يعطينا سموه الدرس، وحسن النوايا، وجمال الحس، يعطينا سموه خيوط الحرير التي تشكل قماشة الحياة السعيدة، وأهداب الشمس التي تضيء دروبنا، وتذهب بنا إلى مناطق مزروعة بالحبور والسرور، وتسكب على قلوبنا سلسبيل الفرح. في هذه الزيارة لمن استحق الزيارة، فضيلة من يمنح الفضل لذوي الفضل، ويكرم من أكرم الناس، بعلمه وفهمه ومعرفته وتعبه وسهره.