بقلم : علي أبو الريش
الحضارة الإنسانية شجرة تسقى بماء العلم فهو القلم وهو النِعم وهو خير الكلم، في الإمارات أخذت القيادة الرشيدة على كاهلها مسؤولية الارتقاء بالعلم لإعلاء شأن الإنسان ليصبح البنيان كياناً يضاء بنور البيان ونصوع البنان، الأمر الذي جعل الإمارات اليوم تقف عند ناصية النجوم، تمطر ساحتها مزن الغيوم، ويصير الإنسان زهرة تتفتح في النواصي والتخوم، ولا مجال للتراخي والتواكل؛ لأن العلم هو المنطقة التي ترعرعت فيها أشجار التطور في الإمارات، وهو الكتاب الذي نصعت فيه البلاغة والنبوغ.
اليوم عندما يقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمام حشد من الشباب الإماراتي اليافع قائلاً: سوف نصفق بعد خمسين سنة عندما يتوقف تصدير النفط، فإنه يصرح بذلك بثقة القائد الذي وضع الأساس لجيل أصبح واعياً لمعنى النهضة من غير نفط، وأصبح يقظاً حيال زمن قريب آت، فيه العقول هي منابع نفط، وفي الإرادة الطاقة الكامنة والباعثة على المضي قدماً بالمنجز الحضاري من دون تردد أو تكاسل، فهذا هو المصير، وهذا هو الهدف، وهذا هو قدر الأوفياء والعشاق الذين يضعون الوطن بين الرمش والرمش، والذين لا يتوانون في
صياغة الجملة المفيدة من أجل رواية وطن، تُسجل في دفتر التاريخ، وتُكتب بالدم والعرق، وقد أعطانا شهداء الوطن الأبرار دروساً في الإيثار والتضحية، هؤلاء هم المدرسة التي ستتخرج فيها الأجيال الجديدة، وتسير على المنوال نفسه، وتصدح بالموال لأجل وطن يحيا كريماً معززاً مباركاً قوياً، يواجه الأحداث بصرامة وجسارة، ويدخل المراحل بعزيمة رجاله ونسائه،
هؤلاء هم حصنه وحضنه ورسغه وأكسيره الذي يصد عنه ويرد كل وغد وآثم، وكانت كلمات محمد بن زايد النبراس والأساس الذي على ضوئه سوف تسرج خيول المعرفة، وسوف تحلق النوارس، وتسير ركاب الخير باتجاه المستقبل مؤزرة بالإيمان بالله، معززة بالقدوة الحسنة التي رسخها المؤسسون الذين كانوا وما زالوا الأثر الطيب، والمآثر الكريمة تغذي الأرواح بالمعاني الجليلة والخصال الجميلة والتقاليد الأصيلة والقيم النبيلة.. الإمارات بألف خير وخير بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها الوفي.
المصدر : الاتحاد