بقلم : علي أبو الريش
في دولة التمكين، دولة التنوير، تتصدر المرأة مشهد التنمية، وتقود الحياة نحو ثقافة الأحلام الزاهية، والآمال المزدهرة، والتطلعات المبهرة، وتغادر المرأة منطقة الهامش إلى جوهر العطاء والمشاركة الفعالة في البناء والتطوير والجلوس على طاولة الحوار مع الرجل لتأثيث الوطن بأحلى الحلل وترتيب مشاعر الناس وتهذيب أوراق الحلم وتشذيب الشجرة، لتينع الأغصان وتخضر الجذوع، وتسمق هامة الوطن، وتعلو قامتها وتتفرع الظلال وتمتد الأمنيات، بحيث تطال شغاف النجوم.
اليوم أصبحت المرأة موجة ناصعة تمد السواحل بالنشيد وترفع الموال عالياً يعانق تغريد النوارس ويسجل للتاريخ ملحمة الوجود الهادر والحدق المسافر في عيون الآفاق البعيدة، نحو المطلق الشفاف نحو كتلة الإرادة الواعدة.
تسع زهرات تتفتح أكمامها استشرافاً للمستقبل وتنثر عطر الإيمان بحب الوطن والتفاني من أجل نهضته ورقيه وتطور قطاعاته وتحقيق الأهداف السامية التي زرعها الأولون ورسخوا دعائمها وركزوا أوتادها.
اليوم تدخل المرأة غرفة الحياة، وهي ترتدي أثواب الطاقة الإيجابية، وتمضي نحو الشطآن، وفي عينيها بريق الظفر بدانة الأعماق، تضع الدر الثمين على الأعناق وتطوق النحر بشرف الانتماء إلى كوكبة من الفرسان، ليسيروا معاً، مؤزرين بدوافع صناعة الغد الجميل، مطوقين بأفكار جديدة مرسومة من نسق الإرث النبيل، وما بين الماضي والحاضر يتماثل المستقبل مثل برعم شق شفة الوردة ليبرز في الحياة نقطة اللون الزاهي الذي يضيء الدروب ويفتح صفحة من صفحات التاريخ ويسطر في العبارة خير عبرة ويدبر الأمر بحنكة الأذكياء وفطنة الحكماء ويقظة الأتقياء الذين يتلون آيات الصباح الإلهي بورع المخلصين الصادقين المؤمنين أن الوطن بيت الجميع والجميع أفراد في أسرة واحدة، وعلى الجميع أن يكونوا رسل سلام في العالم، ويعطوا درساً في الوئام والانسجام وتحقيق الطمأنينة لكل الناس ومن دون استثناء.
في دولة التنوير، تصبح العباءة شراعاً للسفر وصفحة للكتابة وورقة لوز تحفها النسائم بعبير التوهج، وامتلاء المهج بالحب للوطن والانتماء إلى إنسانه الذي وضع الثقة بمن هم أولى بالثقة.
في دولة التنوير، أصبح لعطر المرأة رائحة الحبر الزكية، تعبق بها أركان الوطن وزواياه وغرفه المضاءة بالعلم وثقافة التسامح.
في دولة التنوير، أصبحت المرأة الصفحة المفتوحة على عبارة «إذا كنت تخطط للحياة بكاملها فثقف الناس ودربهم على الحب»، فنحن بحاجة إلى المرأة لأنها الناقوس الذي يدق أجراس يقظتنا، ليقول لنا للوطن نصف لا بد أن يكون في الكل، كلاً.