بقلم : علي أبو الريش
شجرة الفن في أبوظبي، تتسامق مثل سحابات تخيط وعي المطر، وتنمو على قماشة الحياة، كأنها الوردة الطالعة إلى السماء، وتنثر عطرها كي يعبق الكون بشذا الحب.
فن أبوظبي، لوحة عملاقة، تلون حياة الناس، وتزخرف الذوق السليم، بمنمنمات الحلم النبيل، وتمضي بالأمل بسلام ووئام وانسجام والتئام. فن أبوظبي جدول الماء، رافد النهر، شلال عطاء ينثال بين الحنايا والثنايا والطوايا، يسرد قصة حياة، وثقافة شعب آمن، أن الحياة شجرة نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها، نحن الذين نلون أوراقها، نحن الذين نروي جذورها.
فن أبوظبي، نثة المطر التي تبلل ريق العالم، وتشفي ظمأ الكون وتصنع المجد لعشاق شفّهم الشوق، لحياة بالغة النبوغ، منسجمة مع نداء الطير في فضاءات المحبة، والتلاقي الحميم مع شعوب العالم.
فن أبوظبي، عناق ما بين اللون والكلمة ومصافحة صباحية بين الريشة والقلم. هنا في هذا الجزء من العالم، تشرق شمس، وتلمع نجمة، ويبرز قمر، وتفتح السماء أبوابها لكل المحبين والصادقين والمخلصين، ليدخلوا النهر، ويرشفوا من العذوبة، وينهلوا من المعين، ويذهبوا إلى الآخر، مشبعين ببذخ المشاعر اللدنة، وترف القلوب المفعمة بالحب، من دون شوائب ولا بقايا.
فن أبوظبي، يشرع النوافذ للأحلام، كي تحلق وتحدق وتغدق الأفئدة بثمرات السعادة، وتملأ النفوس ببريق الجمال، وتنشر رسائل، فحواها أننا أمة سجيتها الانتماء إلى الحياة، وحب الجمال والتضامن مع الآخر، والسعي حثيثاً لبناء مجتمع إنساني، قائم على القواسم المشتركة والتطلعات الواحدة والآمال التي تخدم تطور البشرية، وتواجه الدمار بالعمار، وتفشل كل أسباب الكراهية والعدوانية.
فن أبوظبي هو المعادل الطبيعي لنهضة بلادنا ورقيها، وروح أهلها، ودلالة المعنى في جذور الأثر والمآثر، التي تتجلى في كل عمل أو منجز أو مشروع يخط حروفه على أرض الوطن.
فن أبوظبي، يؤكد أن الإمارات أرض خصبة، ومهيأة دائماً لبناء المشاريع الثقافية العملاقة، وإنشاء الصروح الإبداعية الضخمة، وذلك انسجاماً مع رؤية القيادة، ونظرتها المستقبلية تجاه الوطن، وما يتطلبه من رموز تدعم جذور النهضة الشاملة، وترسخ مفاهيم التنمية الحقيقية، وتوطد العلاقة ما بين الإنسان والطبيعة التي تحيط به، والتي تطوقه بكل الفرائد الدهشة، والمفردات المبهرة، وقد اعتنت الإمارات بالفن منذ فجر الاتحاد وقبله، كونه يشكل الخيط الحريري الذي يربط الإنسان بالحياة، وكون إنسان الإمارات، ابن الطبيعة، من تغريدة الطير استلهم النشيد الجميل، ومن وشوشة الموجة لحن نغمة الموال، ومن زرقة البحر وذهبية رمل الصحراء، نقش لوحة الحياة، حتى أصبح الفريد في ترتيل نفحات الحب، ونثرها عبيراً طيباً في أرجاء المعمورة.