الكذب

الكذب

الكذب

 صوت الإمارات -

الكذب

بقلم : علي أبو الريش

عندما يكذب عليك شخص فتأكد أنه خائف وضعيف، الضعفاء خائفون ومرتجفون لا يمتلكون القدرة على مواجهة الآخر، بوجه واضح وصريح، ولذلك فهم مزيفون ومزدوجو الشخصية، هؤلاء ناقمون على الآخر قد يكون الآخر، أباً أو أماً، أم أحد الأشقاء أو مجتمعاً ما، ولذلك كي يشعروا أنهم متفوقون على الآخر فإنهم يدسون إليه الكذب كوسيلة للإحساس بالنصر، وهؤلاء مثقلون بالرواسب الزمنية، محملون بأوهام وألغام ماضوية، تجعلهم يحسون أنهم مظلومون ولا وسيلة لديهم للتخلص من الإحساس بالظلم إلا الكذب والمراوغة، وأحياناً المداهنة، وارتداء الأقنعة، فالكذب وسيلة دفاعية نفسية، لا يشعر بها الشخص الكاذب لأنها تنبع من اللاشعور، هذا اللاشعور مختزن الدفاعات النفسية المتمثلة في الكبت والإزاحة للتملص من الشعور بالنقص والإحساس بالدونية، وينتشر الكذب في الأوساط الأسرية المرتبكة، ويصبح مرضاً عندما يؤدي بالأشخاص إلى مزالق ومهاو خطيرة تؤثر على علاقتهم بالآخرين وعلى حياتهم المعيشية، فالكذاب ظالم ومظلوم ومن يكذب قد لا يتوقف كذبه في حدود الكلام والقصص اليومية التي يحيكها الكذاب، بل قد تتعدى ذلك ليصبح سلوكاً شاذاً يتطور إلى ممارسات عدوانية تضر بالشخص وبالمحيط من حوله، ما يحصل اليوم من تصرفات عدوانية من قبل أشخاص ضد أسرهم وضد مجتمعاتهم هو نتيجة لبدايات تربوية خاطئة، تطورت إلى مستوى العدوانية، فعندما تسمع عن ابن يقتل أباه أو أمه فادرس الحالة وعد إلى الماضي ستجد أن الجذور بدأت منذ الطفولة ثم ترعرعت وسط جو ثقافي ملوث بأفكار سامة نتج عنه هذا التصرف العدواني.

الإنسانية اليوم بحاجة إلى تغيير الأفكار وإلى تنوير العقل بأفكار سليمة صحيحة، أفكار تقوم على تقوية الشخصية، وشحنها بقيم الحب ونبذ العدمية والاكتئاب السوداوي.. الإنسانية بحاجة إلى فلسفة جديدة في التعاطي مع الصغار لأنهم كبار المستقبل، وإخراجهم من دائرة الإجابات الجاهزة، والمعدة سلفاً من قبل مدعي الفهم وإدخالهم في دائرة الأسئلة المفتوحة وإطلاق العنان لهم كي يشاركوا في مصير الإجابات من دون وصاية أو وشاية أو دعاية، من ثم سنجد لدينا أشخاصا لا يكذبون لأنهم ليسوا بحاجة إلى الكذب طالما هم على ثقة بما يعولون ويتصرفون، وبالتالي تصبح العلاقة سوية كما هي النفس التي لا تعاني ضغوط الخوف وتراكمات العنف.

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكذب الكذب



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates