بقلم : علي ابو الريش
اتحدنا في الحرب، وتداخلنا في السلم، ونحن في الحياة وطن واحد وشعب يتوق إلى مجد العروبة والإسلام، وسياسة تحدد الأهداف بحيث لا تدع للظالم مسافة يتوغل فيها، ويتغلغل بها، لأننا آمنا أن الإمارات والسعودية همٌّ واحد وطموح لا يهزه ريح من تآمر، وساور وجاور عدواً لا تأخذه شيمة ولا قيمة، ولا قوامة في بث السموم، والغيوم السقوم، لأجل أن يحقق أطماعاً تاريخية وهمية سقيمة وعديمة.
الإمارات والسعودية جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحماية والرعاية والعناية والوقاية من كل شر مستطير، وهكذا يقف الأشقاء ضمن صرح وحدوي متين أمين لا تجره رجة، ولا تهزه هزة، إنه بنيان ذوي العزم والصرامة والمقامة، يعرفون كيف يواجهون البغي والطغيان، إذا ارتعدت له فرائص ومادت به الخصائص، ومارت تحت أقدامه الأرض والجبال.
الإمارات والسعودية، الكائن المكون من كون إذا دارت الدوائر يكون في الوغى سيف الحق، ودرع الحقيقة، وحضن من يستغيث، وحصن من يطلب العون، ويشهد وطيس اليمن أن القوة المعززة بالإيمان والثقة، لا تهزمها دعاية، ولا تنكصها وشاية، بل إن الثبات هو الأرض التي تقع عليها الأقدام، وهو الصارم وهو الحسام، وهكذا يبرق اليوم بارق الشديد والضرغام على أرض بلقيس، ويفض قماشة الأوهام بكل حسم وحزم، والعالم يشهد أكبر قوتين اقتصاديتين وعسكريتين في المنطقة، تواجهان افتراء من لبس العمامة وتبختر، ومن شد وثاق الكذب وتخدر، وسار في الأرض يتكسر كأنه الزجاجة البالية، كأنه السعفة المتهالكة، وكأنه العرجون القديم.
الإمارات والسعودية، علاقة ترسم المسافة ما بين العين والحاجب، ومنطقة معشوشبة بما سقاه النهر الساكب، وطنان يلونان
مشاعر الناس بأحلى المناقب، ويشكلان على وجه الوجود البرق الصاخب تفر من قدرته جرذان الجحور والمثالب.
الإمارات والسعودية، الأمل العربي في كشف الغمة وإزاحة النقمة، وفسح الطريق أمام الباحثين عن الحياة الحرة والكريمة، ليروا النور في آخر النفق.
اليوم تبزغ في الخليج العربي شمس الأنفة والكبرياء، ويستدير القمر على أرض الجزيرة العربية وعلى سطحه وجهان لقلب واحد، ونوران لشعاع واحد، الإمارات والسعودية المصير والهدف، ولا مسعى لأعداء الإنسانية غير الخيبة والفشل الذريع لمشاريع جاءت
من نفاية التاريخ، وأحلام لا مكان لها غير بؤس المرتجفين ورجس الخائفين.
الإمارات والسعودية البداية لنهاية وهم المتغطرسين والمتعجرفين والمتسربين، كالداء تحت جلد الحقائق، وسارقي دمغة التاريخ.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد