بقلم : علي أبو الريش
عندما يتوجع مواطن تتحرك دولة، هذه عبارة من رواية ملحمية تأسست على أعقاب نهج أرخ للإمارات ثقافة التضامن، والتعاضد، والاندماج في وحدة الهدف والمصير.
عندما تألم مواطن تداعت له سائر المكونات في بلد وضع الإنسان نصب العين، وما بين الرمش والرمش، إيماناً من القيادة أنه لا تقدم، ولا تطور من دون قوة المواطن واستقراره، وطمأنينته، في حياة يشملها الأمن والأمان. وليس أهم من التوجه فوراً إلى ذوي الدخل المحدود، لأنهم هم الذين يقفون في الصف الأمامي في سداد فاتورة النهوض بمكتسبات الوطن، وهم الذين يكابدون التعب والسغب في مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها المضنية، وهكذا تعي القيادة، وتفهم أن الحب وحده الذي يسرج خيول العلاقة الودية ما بين الإنسان والإنسان، وعندما يطمئن هذا الإنسان، فإنه يصبح متراس الحماية والوقاية ضد كل ما يكدر، ويعثر طريق الجياد إلى النهر، وهذا هو ديدن قيادتنا، وهذا هو ناموسها وقاموسها في إدارة المرحلة، وهذا هو وعيها الواسع في فهم العلاقة بين المواطن والوطن، الأمر الذي يجعل الإمارات دوماً في منأى عن الخضات، والرضات، وبقائها في قمة الهرم العالمي، تقدماً، ونهوضاً، وتطوراً، لأنها تعاهدت على الحب، وتعاقدت على الانتماء إلى المجموع، وتعانقت بود ومن دون شوائب أو خرائب.
عندما ترى يد مواطن بسيط تمسك بيد حاكم ومسؤول، فلا بد أن يكون الوطن بخير، وفي أحسن حالاته، وعندما ترى مواطن يجد حقه قبل أن تجف كلمات الشكوى على شفتيه، فتأكد أن هذا الوطن هو وطن المثالية، والنموذج الذي يحتذى.
نحن بخير وعافية لأن الصحة لا تأتي إلا في الأجواء الصحية التي يتمتع بها مناخ المكان، ولأن الصحة لا تتوافر إلا في المناطق النقية من الهواء الفاسد، والصافية من الغبار.
نحن في خير وصحة وعافية طالما عاش الإنسان على أرضنا وسط بساتين من زهور العطاء الذي لا يجف ولا يكف عن الانثيال.
هذه هي الإمارات نعمتها ليس النفط فحسب، وإنما النعمة الأولى والأساسية، هي أن حبانا الله بقيادة يسبق قولها الفعل، ويسبق كلماتها العمل على توطيد العلاقة ما بين الإنسان وحب الوطن والوفاء له والانتماء إلى ترابه والولاء لقيادته.
هذه هي الإمارات تقف في مقدمة الصفوف، منارة عز وشرف، يحتذي بها الشرفاء في هذا العالم، ويرون فيها القبس الذي يضيء لهم الطريق إلى الحياة السعيدة. هذه هي الإمارات تقدم للبشرية درساً في الوعي بأهمية أن يكون الإنسان، النهر، والشجر، والغصن والثمر، وأن يكون الشمس والقمر، ويكون السفر الطويل، والطموح المستمر.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد