إن هانت نفسك عليك

إن هانت نفسك عليك

إن هانت نفسك عليك

 صوت الإمارات -

إن هانت نفسك عليك

بقلم : علي أبو الريش

لا نتعجب أبداً، أن تتخلى الولايات المتحدة عن تعهداتها تجاه القضية الفلسطينية، كوسيط نزيه، طالما بقي الأشقاء أعداء، وطالما اتسعت الهوة بين شقي الصراع الفلسطيني، وصار ما بينهما ما صنع الحداد، فلا يمكن أن ينصفنا الغريب، ونحن الذين نضرب القضية الفلسطينية في صميمها.

ما يحدث بين فتح وحماس، يفتح الطريق واسعة أمام كل المغرضين والمتربصين، وأصحاب النوايا الخفية. فعندما تصبح حماس دولة ذات سيادة في غزة، وتنكفئ الرئاسة في رام الله، مكتوفة الأيدي، وكل المحاولات لرأب الصدع الفلسطيني تبوء بالفشل، لأن لكل شق من شقي الاختلاف أجندته، وأجندة حماس معروفة، وبوصلتها مكشوفة، وأحلامها واضحة، ومآربها جلية، فكيف إذا لا تتحرى الدولة العظمى، وتنقض كل التزاماتها تجاه فلسطين، وتعلن عن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، فهذا هو الأمر الطبيعي، فعندما تكون ضعيفاً وممزقاً ومتفرقاً، سوف ترفسك الجياد وحتى الأرانب، لأنك لا تملك ما تمنع به هذا الجموح العالمي والرضوخ الكوني تحت سنابك خيل إسرائيل، لأنها الدولة القوية، واللوبي الصهيوني في أميركا وفي كل مكان، يمارس ابتزازه لمراكز القوة في هذه الدول، والفلسطينيون لا يملكون غير الامتعاض من تصرفات الآخر، ونسوا أن سبب المشكلة يكمن في قلوب أهل القضية الذين عجز سحرة السياسة في كل مكان عن توفير الحرز الذي يدرأ عنهم خطر الانشقاق، ويمنع عنهم الأنانية، ويكبح عنهم التحزب الأعمى، الذي أعطى الأولوية للطائفة، وترك القضية الجوهرية تغوص في وحل الصراعات والشعارات الجوفاء، والأفكار الوهمية والتطلعات الوهمية، التي جرّت المصائب والويلات للشعب المسكين، وجلبت الفقر وقلة الحيلة لملايين البشر الذين يعيشون تحت سلطة حماس في غزة المنكوبة.

لن يتورع ترامب، ولا غيره عن الإذعان لرغبة إسرائيل، لأن الجميع يعرف أن فلسطين ليس لها صاحب، و«الجماعة» مشغولون في الخلافات الهامشية، والتي تهم الأفراد وليس القضية، وما يحدث اليوم من زعيق (حماسي) ما هو إلا زبد سيذهب جفاء، والصراخ سينتهي إلى فقاعات تذوب في اللامنتهي، ولن يدفع الثمن إلا الشعب الفلسطيني، ويمكن أن نسمع عن صاروخ بدائي ينطلق من غزة، ولكننا سنصم آذاننا بانفجارات مدوية ومدمرة تأتي من إسرائيل، وسوف تكون الفاتورة بخسائر مذهلة، وسينتهي الحال إلى هذا الحد فحسب. الحقوق تحتاج إلى قوة تحميها، والقوة تنبني على وحدة الصف وتسامي الهدف، والابتعاد عن الصغائر، وهذا لم يحدث عند أشقائنا في فلسطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن هانت نفسك عليك إن هانت نفسك عليك



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates