بقلم : علي أبو الريش
في الطريق إلى الحياة يستمر الإبداع، وتستمر القافلة في السفر إلى مناطق التطور، لجلب السعادة إلى الإنسان وكسب التفوق، والوقوف عند جبال المجد وتحقيق الأهداف السامية.
في الطريق إلى الحياة، تثب الجياد وتحدق في مناطق العشب القشيب، والأغنيات في صباح الإشراق بشدو بها الطير، ويهدل الحمام باسم الوجود، والناس الأوفياء، وتنمو على أجنحة النوارس موجات ببياض القلوب الصافية، بنبض الأرواح النقية، وهذا الوطن، هذا اللحن، هذا الأمان المؤتمن هذا الغاية، والوقاية هذا الكتاب المفتوح عند صفحات الجملة المفيدة، عند بداية العبارة، عند أحلام الناس الطيبين، الذين لا ينقضون عهداً ولا يخلفون وعداً هم من تراب هذا الوطن، هم من نسل أزمنة الصحراء النجيبة.
في الطريق إلى الحياة، زهرة عند نافلة البوح تتفتح وتنثر العطر أجيالاً تتبع أجيالاً ويستمر المطر، يروي وينسج سجادة الأحلام خضراء يانعة، هي لوحة الإنسان عندما يفرح فيبدع ألوانه، ويكسو الأمنيات، بشرشف اليقين.
ويمضي في الحلم متربعاً على عرش الحياة، ويقينه هذا الوطن الذي أصبح كوناً عالمياً، تؤمه الوجوه تسترخي عند ضفافه كأنها الفراشات تستنشق عطر الوردة، وتلون أجنحتها بالعبق.
في الطريق الناس هنا في بلادي أطيار، وأنهار، تحلق وتحدق، والأفق كتاب يحكي رواية النشوء، والارتقاء، ويسرد للنهار عن أسطورة رسخت مفاهيم الحياة، وأسست معنى للحب وكيف تكون المسافة ما بين الرمش والحدق.
في الطريق إلى الحياة تزهر أوراق السدر وفي العيون شعاع الأمل، والتفاؤل يجمع القلوب المستريحة، على ضفاف اليقين. كل الأشياء هنا تمضي على فرش الهناء، كل الأشياء ممزوجة بالغناء، كل الأشياء في سواء لا شيء هنا أجمل من هذا الفناء، ولا شيء أكثر منعة من بيت فيه الصغير والكبير، يسيران إلى منتهى العطاء. في الطريق إلى الحياة، في الانتماء نماء، وفي أشواق العشاق، أجنة البداية، وازدهار الوطن.
في الطريق إلى الحياة ، يبدو الوطن تلاوة على لسان من عرفوا أن الوطن لا يقبل القسمة على اثنين، هو المنطقة القابعة في ما بين النهرين، القلب والعقل.
في الطريق إلى الحياة، لا تتوارى الغيمة، بل تسفر عن أخبار المطر، وعن سر أحلام الطير على قمم الشجر، وعن وشوشة الموجة ساعة مد الأشرعة لسفن السفر.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد