بقلم : علي أبو الريش
جملة مكتملة المعنى والدلالة، جاءت على لسان فارس يعرف كيف يروّض الكلمات، وهي تثب مثل خيول الفوز باتجاه أفق الذاكرة.
بهذه الكلمات، يختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كل ما قد تبوح به قريحة قراء المشهد الإماراتي بتفاصيله وحذافيره، وأعطى سموه الأمر للكلمات كي تطلق طيورها باتجاه فضاءات اللغة، وتمضي نحو ألباب العشاق، والذين يهمهم أمر رسم قانون الحياة بحروف لا تذروها الرياح، ولا تقلقها وشوشة الموجة عند سواحل الأفئدة.
نعم قواتنا ملء السمع والبصر، وهي تسطر في صفحات التاريخ أنبل البطولات، في زمن عربي عز فيه الشموخ.
اليوم ليوثنا في اليمن تتصدع أمامهم جدر المتمترسين خلف الشعارات الطائفية، والمتخندقين في أجواف الكراهية، وفي وسط هذا المشهد التاريخي، يقف العالم إجلالاً وابتهالاً بهؤلاء الرجال الأفذاذ الذين زكوا بدمائهم أرض اليمن، ونحتوا في الذاكرة كلمة الشهادة بما تعنيه من أنفة الإنسان الإماراتي، وكبريائه الذي لا يدانيه شموخ الجبال، ولا يوازيه بساط المحيط، هؤلاء الليوث من نسل قيم أسسها صاحب القيم الرفيعة، والنخوة المنيعة، زايد الخير، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته.
اثنان وأربعون عاماً من السموق والبسوق والشوق إلى العلا، والتوق إلى شغاف النجوم، وقواتنا المسلحة تتأبط تطلعاتها بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، وجسارة الموقف، وحلم لا تنطفئ مصابيحه بأن تصبح الإمارات واحة أمان، كما أنها الحصن الحصين للإنسان، وجذر الشجرة الذي يحمل على عاتقة مسؤولية حماية مصير الكائنات.
اثنان وأربعون عاماً من البناء والسمع يصغي لهدير القوة الضاربة فينبهر، والبصر يشخص لرؤية أسراب الحلم الجميل فيندهش، والمرء يشعر باتساع حدقة الطموح كلما لمس الظفر في عيون الأبطال، معززاً بابتسامات العز، وشهامة الأوفياء، وكرامة النجباء، ونخوة النبلاء، هؤلاء هم يرسمون بهجتنا، ويشكلون لوحة تشكيلية مذهلة ولا مثيل لها عندما يكسرون أسنان الضواري، ويحطمون خرافة الأنا المتعالية بشهادة أن لا إله إلا الله، ويمضون بالأمل، رافعين الجباه أعلاماً زاهية بالإيمان بأن لا حرية إلا للأوفياء، ولا وطن إلا لمن يعشق الوطن، ويرويه من عرقه ودمه.
اثنان وأربعون عاماً تتزامن مع مئوية رجل الغرس الأصيل، والنبس الجميل، زايد الخير، طيب الله ثراه، وعلى إثر إرثه وثرائه يمضي الركب في موكبه المهيب نحو المجد، وللمجد يد تمتد لكل صادق ومخلص ومؤمن بحب الوطن.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد