سلطان الثقافة

سلطان الثقافة

سلطان الثقافة

 صوت الإمارات -

سلطان الثقافة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

عندما يستمع المرء إلى حديث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يشعر بسلاسة اللغة وهي تمر عبر الأثير، وكأنها الجدول الصافي، يعبر تضاريس الحياة ليغدق الأشجار بأخبار السحابة، وما جاشت به الثنيات من أشواق، تسطّر على تراب القلوب فكرة الانتماء إلى الكلمة، كواحة للطير، وحرز للصبر، ومسبار وعي يحلق بالأنام في فضاءات لا غبار فيها، ولا سعار، بل الكلمة التي تحط رحالها على رمال الذاكرة، لتحث، وتبث، وتنث، وتبعث برسائل للوجود، تعبر فيها عن السلام، لمن يرد السلام، وعن الوئام لمن يفتح للدنى صفحة ناصعة من غير سوء.
ما يتحدث به سموه، هو نفسه الحديث الذي تلهج به مهج العشاق، والذين في قلوبهم لوعة الحب، والسؤال الوجودي الكبير: متى يعود اتحاد الكتاب إلى المكان الذي تبوأه في سابق الأوان؟ سؤال يجيب عليه سموه بقوله: إننا وطن، صحيح أن بلادنا حديثة العهد في التكوين، ولكن من حيث العراقة، والإرث التاريخي، وبلاغة العقول، ونبوغ المواهب، والقدرة على صناعة المستقبل، إننا سبقنا الكثير من الأمم التي سبقتنا في الحضور على الأرض، كدول لها باعها الطويل في كثير من التفاصيل.
هذه الرؤية واسعة الحدقات، وهذه النظرة إلى أهمية اتحاد الكتاب كمؤسسة أهلية تطوعية، تجد الجميع ينحنون تقديراً، واعتزازاً لكل كلمة ينطق بها سموه، لأنها الكلمة التي تخرج من القلب لتصل إلى القلوب، كما تصل نثة الغيمة إلى شفة الأرض، وكما تصل أهداب الشمس إلى مرايا الأفئدة، وكما تصل الأحلام الزاهية إلى عيون العفوية، وكما تصل المشاعر الدافئة إلى الأرواح المتعلقة بخيوط الأمل الجميل، وكما تصل لمعة البرق إلى شغاف السحابات الممطرة.
ما تحدث عنه سموه هو المنوال، والموال، وهو السؤال الذي يطرق ذهن كل معني بالشأن الثقافي في بلادنا، وهو الطريق التي تبدو مثل الجدول إلى ما اجتمعت القلوب على كلمة سواء، تحدد مدى العلاقة ما بين الكلمة والصدق، وما بين الثقافة والإيمان بأهمية أن يكون صاحب القلم كالمحيط، تمر الأمواج عبره، ويبقى هو صامداً، يمنح السفن شهادة العبور، والوصول إلى مرافئ الأمان.
هذه الكلمات، هذه النبرة عالية الجودة، التي شعّت من وجدان سموه، لهي الومضة التي ستعبر بالاتحاد، تمضي «بالمتحدين» إلى الظل بعيداً عن الرمضاء.
نتمنى لاتحادنا التوفيق، والنجاح لكل من سيقود المرحلة بجد ونشاط، ومن دون اصطفاف ذاتي، ومن دون زبد، ولا كمد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطان الثقافة سلطان الثقافة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates