التطوع درة في عقد التاريخ الجميل

التطوع درة في عقد التاريخ الجميل

التطوع درة في عقد التاريخ الجميل

 صوت الإمارات -

التطوع درة في عقد التاريخ الجميل

بقلم : علي ابو الريش


التطوع في تاريخ الإمارات سلسلة من منارات عطاء وسخاء وتفان بالنفس والنفيس. التفاتة إلى الماضي، تجعلنا نجول في محيط من المشاهد المشرفة لأبناء الإمارات.

الماضي عندما نستحضره، يلقي بين أيدينا صحائف من البذل والتضحية والتكاتف والتآلف، والتعاضد، والتعاون، بين الجار، والجار الجنب، ففي سفرهم إلى الخارج كان العائدون من الرحلات الطويلة، يجلبون معهم (الصورغة)، وهي الهدايا التي يقدمها القادم من الأماكن البعيدة، تعبيراً عن حبه، وانتمائه لمن يهديهم، ويقدم لهم أجمل ما يستطيع.
في الماضي، كانت العواصف تطيح بيوت السعف، وتسقط الأسقف على رؤوس أصحابها، ولكن للسواعد السمر، كان حديثاً ترويه فزعة الرجال الأوفياء الذين يحملون الحمل الثقيل، ويجعلون من أكتافهم عوارض،وأعمدة تحمي المستغيث، وتسعف المستجير.

لم يكن للأيدي الغريبة أثر في كبح جماح العوز، ودرء أخطار الحاجة المباغتة، كان الناس يداً واحدة وقلباً واحداً، الذي جعل من شح الحياة أمراً لا يقلق ولا يرهق، لأن الناس كانوا يؤمنون أن في التعاون قوة، وفي التفرق ضعفاً، لذا كان التطوع أمراً بدهياً، عفوياً، فطرياً لا يحتاج إلى نداء، أو دعوة، وكل مكونات الحياة ومتطلباتها كانت تلبى بالعمل التطوعي، وكل ما كان يلزم ذوي الدخل المحدود، هو ملبى من طرف الجار، والصديق، والشقيق.

إذاً عندما نجد تهافت وتدفق أعمال الخير، وتوافد المتطوعين لأجل الغوث والمساعدة فهذا تصرف بدهي اعتاد عليه ابن الإمارات، وورثه أباً عن جد، وهو جزء لا يتجزأ من قيمه وعاداته ومبادئه وأخلاقه وثوابته التاريخية، فهو مثلما يؤدي واجباته الدينية والوطنية يذهب إلى التطوع كواجب لا مفر منه، ولا يمكن أن يتملص منه، لأنه جزء من نسيجه الاجتماعي، الذي بات يشكل وحدة المصير، والهدف في حياته، ومع تطور الحياة والنعمة التي من الله بها على هذا الوطن، تطورت أيضاً وسائل التطوع، واتسعت وتقوت أدواتها، وأصبح المحسنون يقدمون مشاريع ومبادرات خيرية لمصلحة المحتاجين ليس في الإمارات، وإنما في كل أرجاء العالم، وأصبحت هيئة الهلال الأحمر بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، تقود هذه العملية، وتقوم على تأصيلها وتنظيمها، ووضع اللوائح والنظم التي توجه عملية التطوع نحو آفاقه الصحيحة، ولتصل الرسالة التطوعية السامية إلى أهلها، ومستحقيها.

وهذه هي رسالة الإمارات عموماً للعالم نحن مع المحتاج، والمظلوم، نحن مع من قست عليه الظروف، وعبست في وجهه الدنيا. نحن مع الابتسامة على كل وجه، من دون شروط، أو تمييز.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطوع درة في عقد التاريخ الجميل التطوع درة في عقد التاريخ الجميل



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates