علي ابو الريش
يوم الثالث من نوفمبر، يوم العلم، يوم القرطاس والقلم، يوم تكلم الغصن وقال الطير نعم، يوم تبسم الفجر واحتفل النجم، يوم أنشدت الأرض، جاش الوتر بالنغم، يوم رفرف العشب، وتمايل بخير الكلم، يوم تباهى الإنسان بإحساس من نزعة القلب المحتدم، يوم شق النهار طريقه، بكل عزم وحزم، يوم سارت قوافل الخير محتفية بضرغام وشهم.. يوم الثالث من نوفمبر، يوم تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في الدولة، خلفاً للغائب الحاضر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه.. يوم الثالث من نوفمبر، نرفع العلم، بذاكرة إماراتية، رايتها أعناق الرجال، وألوانها الأربعة من دماء وانتماء، ووفاء، وثراء، إنسان إماراتي مفعم بمشاعر الحب لعلم رفع اسمه، وأعلى شأنه، وجعله بين العالمين، نبراساً ومتراساً، وناموساً وقاموساً للواعج ومباهج ووشائج ومناهج، تفتح نوافذها لفضاءات تلونت بالبهاء والصفاء والإخاء وشفافية البوح، وأريحية المعطى. يوم الثالث من نوفمبر، يوم تجللت فيه الأشجار بنسمة الفرح، وتجلّت وتعالت، وتسامت وتكللت بسرور وبهجة.
يوم الثالث من نوفمبر، الشوق والتوق، والأحداق مترعة بوميض أسخى وأرخى ظلال الجود للوجود، وأضحى الحب طيراً بأجنحة الولاء، لقائد من نسل زايد الخير، زايد الخالد في النفوس، كخلود الجبال على خاصرة الأرض، كسطوح الشمس في الذاكرة الإماراتية والعالم.
يوم الثالث من نوفمبر، يوم تداعت الأحداق والأعناق والأشواق، مباركة مؤيدة منشدة لحن الرفعة والمنعة، مؤكدة أن الراية الشم سُلمت لخير خلف ومن دون كلف أو تلف، واستعد الوطن لمواصلة الطريق على نهج المؤسس والباني لأجل اكتمال الصورة وإتمام المشهد، ولأجل أن تمضي الإمارات، نحو غايات المجد، بكل تؤدة وسؤدد، ولأجل تحقيق أماني الإنسان، وأمنياته الكبرى.
في الثالث من نوفمبر، وعدٌ وعهدٌ، ومجدٌ، وسدٌ وسؤدد، يوم الثالث من نوفمبر جدٌ ووجدٌ، ورغدٌ، وذهاب بالمعنى نحو رؤى المؤسس، ورؤية الباني، يوم تلاقت فيه القلوب وتساقت المعاني، من نهر من أعطى وأسْدى، ورسّخ القيم أشجاراً وارفة، وأغصاناً سامقة.
يوم الثالث من نوفمبر، هتفت فيه الأفئدة، سخية بالمشاعر، غنية بأهداف من وضع الكلمات عند معصم الأفعال، وسار بالسفينة نحو تحقيق الأماني، وتأكيد المعاني.