علي أبو الريش
أبناء الوطن أعطوا الكثير، وقدموا ما جعل الإمارات في المكان الأوسع، في حدقة التطور والتقدم، ولكن ما يوده الشعب، ويتطلع إليه هو المزيد من العطاء، فالإنجاز الحضاري في حد ذاته لا يعني التطور إذا ما أخفق الناس، في الحفاظ على هذا الإنجاز، وتطويره بلغة التفاني والتضحية ونكران الذات.
هذا ما تريده القيادة من وزراء الحكومة، وهذا ما تدفع به من أجل تقديم الأجود والأفضل، فالإمارات حققت إنجازها المذهل بفضل ترسيخ مبادئ العمل الجماعي الجاد، لذلك لن تقبل القيادة بالتوقف عند حد، أو مستوى، بل إن التطور السريع يحتاج إلى أدوات أكثر حداثة وجدية وفاعلية للاستمرار في العطاء والسير باتجاه المستقبل بقلوب واثقة الخطى، وعقول ثابتة الخطوات، لا أحد في الإمارات اليوم يقبل إلا بالامتياز، بل إن الامتياز صار سمة هذا البلد، وماركته المسجلة التي لا تقبل التقليد، ولا الانتحال.
المزيد من العطاء يتطلَّب المزيد من المعرفة بالشأن الإنساني، والمزيد من المعرفة يحتاج إلى قراءة معمقة للواقع من خلال استقراء التفاصيل في العرض والطلب. ونحن في عام القراءة، عام ينفتح الكتاب على العقول، وتنفتح العقول على إبداعات العالم، نصبح في أتم الاستعداد. لأن نبذل، ونجتهد ونكسر العادة ونهزم الرتابة، ونتخطّى حواجز المياه الراكدة لننتقل إلى عمق المحيط، هناك نحرك زعانف الفكرة، ونتحرّك نحن مع الموجة المجلجلة لأجل بياض يضيء، ولأجل هدير يحرِّك مسامع العالم نحونا.
نحن بحاجة إلى الحركة وكسر الجمود، لأجل المزيد من الإبداع في مختلف المجالات، لأن مؤسسات الوطن هي شرايين لجسد واحد، وتراخي أي شريان يعني اعتلال الجسد.
نحن بحاجة إلى توافر كل الظروف لأجل نهضة شاملة، والوزراء الجدد، أتيحت لهم كل الظروف، وهيئت لأجلهم أدوات النجاح كافة، وعليهم الآن أن يحركوا مفتاح الطائرة، كي تحلق وتذهب إلى حيث يكمن النجاح والفلاح والصلاح. المزيد من العطاء يعني المزيد من التطور، والتخلص من بقايا روتين، والمزيد من العطاء يعني المزيد من الإبداع في مختلف المجالات والصعد، والمجتمعات اليوم يقاس تطورها بإنتاجها واستثمارها لمواردها المادية والبشرية والاعتماد على النفس دون الاتكال على الآخرين، والإمارات تزخر بالطاقات والإمكانات، وهذا يتحقق الآن على الأرض، والمشهد الحضاري الذي تعيشه الإمارات يؤكد مدى القوّة الفاعلة للإنسان في تقدم قدراته الذهنية والنفسية كطاقة إيجابية تصنع أشرعة المستقبل، ولأننا اعتدنا على التفوق، لذلك لا تتوقف طموحاتنا حد منطقة محددة، بل إننا نطلق آمالنا دوماً على المزيد من العطاء لأجل المزيد من الإدهاش، ولأجل وطن لا يعرف المستحيل.