من يعشق الحياة لا يموت

من يعشق الحياة لا يموت

من يعشق الحياة لا يموت

 صوت الإمارات -

من يعشق الحياة لا يموت

علي أبو الريش

الحياة نهر إن أطلقت سراحه وصل إلى الحقول بسهولة فارتوت الأعشاب وترعرعت وازدهرت، وإن حجبته بحواجز الجهل تدفق بعصبية وفاض وأغرق الحرث والنسل..

وكم هي الإنسانية بحاجة إلى نهر الحياة الحر الذي لا تعثره صخور الجهل ولا تكدره شعاب العصبية، نحن بحاجة إلى وعي بقيمة الفكرة عندما لا تنتمي إلى عصبية ولا تخضع لعصاب، فكرة تقود الإنسان من الغيبوبة إلى الوعي، ومن الحذر إلى سحر الأشواق والأعناق المرفوعة، الذين يعشقون الحياة متفائلون، منفتحون، متسعون باتساع السماء، وبساطة الأرض، منتحون إلى الآخر ككل يكمل الأجزاء، متفانون من أجل الانعتاق من «الأنا» الضيقة، ذاهبون بالفكرة باتجاه أنهار العطاء.
في الحكاية القديمة أراد أحد الرحالة أن يزور ناسكاً ليتعلم منه سلام النفس، ولما طرق الباب ودخل أغلق الباب من خلفه بعنف ثم نزع رباط الحذاء ورماه بعيداً، فمد يده ليصافح الناسك، بيد أن الرجل رفض مصافحته، وقال لا أستطيع رد السلام عليك قبل أن تعتذر للباب الذي صفقته بعنف وكذلك الحذاء الذي رميته.

بهت الرجل واندهش لسلوك الناسك وقال: كيف أعتذر لجماد؟ فقال الناسك: إنك لا تعتذر للجماد وإنما للحياة، وهذه الأشياء من الحياة، فعندما تعامله بهذه الصلافة والغضب فإنك لا تستطيع أن تصل إلى السلام الروحي الذي جئت تنشده.

أذعن الرجل لأوامر الناسك وبعدها مد يده فقال له الناسك: الآن أستطيع أن أصافحك ومن ثم أناقشك..

أما قبل ذلك فلم يكن من المجدي أبداً أن أحاور «أنا» احتلها الغضب، وفقدت قدرتها على استيعاب ما قد أسديه لك..

وهكذا فإن سلام النفس البشرية هو الأساس، والأهم من أي اختراع مادي، بل أهم من الصعود إلى القمر أو شطر الذرة..

نحن بحاجة إلى سلامنا الداخلي حتى نستطيع مجاورة الآخر والتعاطي معه بعفوية وعفاف وبشفافية واستشفاف.
"الاتحاد"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يعشق الحياة لا يموت من يعشق الحياة لا يموت



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates