علي ابو الريش
معنيون في الكتابة عن الحب، لأنه سم الخياط الذي حاك قماشه الوطن، ولوَّن الوجوه بالسعادة.. معنيون في الولوج في زمن الاتحاد ما بين القيادة والناس أجمعين من دون فواصل، مفاصل، معنيون بذلك لأنه يشكل في اللحظة الراهنة مقياس المستقبل المضيء، والمصير المتلألئ بأنوار المجد والجد والتجدد والإجابة على أسئلة الحياة بما تطلبه من مجتمع، توحد بيته وانسجمت بيئته، وتلاحم النسيج في جسد واحد، معافى مشافى بفعل هذا المضاد الحيوي الذي اسمه الحب والمناعة، التي زرعتها حميمية قيادة، تمضي بقوة نحو إكساب البيت بعناصر الانسجام والالتحام، والالتئام، والذهاب بالقافلة نحو أمان النفس وطمأنينة القلب وثبات العقل، عند محور الوطن ولاشيء سواه، لأنه الهوى والجوى والرفعة والعلا.
زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الأبناء من مجندي الخدمة الوطنية، لمحة من ملحمة، ووميض من ضوء، وبريق من لألأة، ونثة من مطر الذين أحبوا الإنسان فأصبحوا السحابة المظللة والمبللة لريق الأرض، فأعشب المكان، وأخصب الزمان، وازدهر البستان، وزخر الوجدان، فصار الإنسان غصن النخلة الوارفة، كلما مسّها النسيم مالت الأغصان شوقاً وتوقاً وعشقاً، ونسقاً متألقاً بالحب.. هذه الزيارة الميمونة لها الدلالة، في استهلال الحياة، بعبارات كوشوشة الموجة، كهديل الحمام، كتغريدة تطوف في الوجدان، مثل جناح فراشة عاشقة، مثل نغم الأوتار المشرقة، مثل التلاوة في خشوع العشاق، مثل التراتيل في تداخل الإنسان، مثل مشاعر السماء عندما تحدق في أديم الأرض، فتملأها عشباً وخصباً وصخباً، وحدباً وشهباً.هذه الزيارة، مثل القلادة تطوق الأعناق بالأشواق، وتمضي بحلم اليافعين، الممسكين بالزناد، إلى غاية ترفع الراية، وإلى رؤية تفند فصول الرواية، وإلى أمنيات تضيء للتاريخ قناديل الكتابة، وليشهد العالم، أن حضارة مدهشة، تغرس شتلاتها سواعد منتمية إلى الوطن، بفطرة الأولين، وإرث السابقين صارت كل ذلك بفضل من الذين آمنوا أن الحب فضيلة المخلصين، لأمر الله بأن الإنسان خليفة الله في أرضه، وفضيلته أن يعمر الأرض، ويزهر قلوب الناس بالسعادة، عندما يكون جزءاً من همومهم، وطموحاتهم.. فيكون الوطن البيت المتوحد.