مغني أفريقيا من للشعر بعده

مغني أفريقيا من للشعر بعده؟

مغني أفريقيا من للشعر بعده؟

 صوت الإمارات -

مغني أفريقيا من للشعر بعده

علي أبو الريش

عندما يُغّيب الموت شاعراً، فإنما هو يسطو على الشعر ويربك قافيته ويخل في الوزن ليشيع حزناً فظيعاً في القصيدة.. الفيتوري صاحب ديوان «أغاني أفريقيا» يذهب بعيداً بعد الموت، كما ذهب في الشعر أبعد مما تصوره أعداؤه، ومن سلبوا منه حرية الكتابة والتنفس، شاعر غادر السودان إلى ليبيا، تاركاً جواز سفره في حقيبة الشعر، من أختام الخروج والدخول، لأنه خرج في الأساس من قائمة المواطن الذي يسأل فيجيب بعد فقد القدرة على الإجابة، كعظم الأسئلة التي سكنت قصيدة، ولمدى سعة علامة الاستفهام التي أيقظت حالته الشعرية، الفيتوري يرحل ومعه ترحل صرخات السوداني الذي لم يزل يستنكر كل هذا التأويل، وكل هذه الخطابات المشروخة التي لم تعد تلون قطن النيل إلا بلون واحد وربما يكون بلا لون ولا جدوى.. الفيتوري يرحل وهناك في معطف القصيدة محفظة لم تزل مغلقة الأسرار فيها أنها مع السفر الطويل ما عادت تفيد في كشف الأسرار لأن الشاعر قال ما فاض به فوه، وقال ما لم تقله رابعة العدوية في أقصى حالات تجلياتها وعرفانيتها ونيرقانيتها.

الفيتوري يرحل وفي الطريق إلى الملاذ الأخير كان تحت القماشة البيضاء، جسد يئن مشتاقاً إلى الروح التي جملت العالم وطرزت قميصه بأجمل الكلمات وأبهى العبادات.. الفيتوري يرحل ليتترك في البيت أرملة في ضاحية «سيدي لعبادي» لم تكمل بعد قراءة القصيدة حيث الدمعة بللت الحبر فساح يطهر نيراناً وأحزاناً.
الفيتوري يرحل تاركاً في مقره في المغرب بعض مشاعره التي لم تزل تحن إلى أم درمان، تحن إلى السودان، تحن إلى الإنسان في كل مكان كون القصيدة مثل الغيمة في السماء بلا عنوان.. الفيتوري يرحل متأبطاً رسالته التي قرأها البعض ولم يقرأها لأنها كانت مطوية شمالاً بجانب القلب وكان قلبه من شديد الرهافة ذاب وريده قبل أن يقبض على آخر كلمة كان يريد الفيتوري أن يستكمل بها رسالته.. أقعده المرض ورفعه الشعر إلى قامة الشعراء الفطاحل المحدثين، أقعده النفي وعلا شأنه بالتزامه الأخلاقي والإنساني وبما لديه من كثافة في تسديد المعنى وبما لديه من سعة في تفصيل القصيدة وحياكة قميصها بإتقان شاعر يعرف أن الكلمة سم الخياط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغني أفريقيا من للشعر بعده مغني أفريقيا من للشعر بعده



GMT 01:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 01:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 01:29 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 01:28 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 01:28 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 01:28 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

GMT 01:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عن قمّة الفرص في إقليم مضطرب

GMT 01:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أولوية مشروع الدولة!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates