علي أبو الريش
عند الرمال الذهبية، تحت السماء الصافية، يسترخي مبنى مستشفى الشيخ خليفة في رأس الخيمة، كسفينة تشق العباب، مبحرة بالناس نحو مرافئ العافية، ذاهبة بآمال المرضى باتجاه شواطئ الأمان.. هذا المستشفى الذي شيد على نفقة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يبقى معلماً حضارياً، احتاجه الناس، الآن هم يؤمونه، لتلقي ما يطلبونه من علاج، فهو اليوم المستشفى الوحيد في الإمارة الذي يتمتع بكل أسباب النجاح في تقديم الرعاية الصحية، وتوفير راحة المرضى من إجراءات الفحص والأدوية، والطاقم الطبي المتقدم.. هذا المستشفى جاء كغيث أنبت عشب السعادة في نفوس الناس، وغرس في الرمال الحمراء، كنخلة تظلل الرؤوس، بعناقيد الفرح، وأسباب الشفاء.. لا أحد يدخل إلى باحة هذا المستشفى أو يخرج من أبوابه، إلا ويده مرفوعة شكراً وحمداً، بأن منَّ الله على الناس بقيادة تستشعر الحاجة أينما تكون فتتبع آثارها، بخطوات واثقة، وتقف عند مطالب الناس لتلبيتها، بنفس راضية مرضية.. لا أحد يستلقي على الأسرة البيضاء إلا ويحدق في السماء من خلال النوافذ الشفافة، ليقول الحمد لله الذي وهبنا هذا القائد الفذ، يُعنى بنا ويعتني بأحوالنا.
نعم نشعر بالسعادة، ونحن نلمس إشراقة الوجوه المضاءة بمصابيح القناعة، بأن الإمارات بخير وهي ترتع بين أيدٍ أمينة، تصون الله في رعاية عباده، وحمايتهم من العوز والمرض.
نعم نشعر بالحبور، ونحن نتأمل هذا المبنى العملاق، الراسي عند شارع الإمارات المخضب بحناء الصحراء، المهذب ببهاء فضائها.. نشعر بأن الأمنيات تتفتح أزهارها، عندما نسمع دعاء الناس، وشكرهم وحمدهم، ونشعر بأن أشجار الغاف تحتضن المكان، وتطل على المستشفى من خلال طيورها المغردة، والرافعة نشيد الفرح.
نشعر بأن الكثبان تجاور المكان، وتمنحه دفئها، وتهنئ الناس على هذا المنجز الصحي الكبير، وتهنئ نفسها لأنها أصبحت في حوزة المنظر النضير، والمشهد الإنساني المعبر عن رقي الإمارات وحضارتها وتطور منجزاتها، وتعملق مكتسباتها.