علي أبو الريش
مسبار المريخ، هو للتاريخ، وللذين يؤرخون استراتيجية الإمارات على صفحات ناصعة، منقوشة بحبر الجادين والمخلصين والمبادرين والمثابرين، لأن تبقى الإمارات دوماً في المجال المغناطيسي الذي يجمع عقولاً نيرة، لا تقف أضواء قناديلها عند حد، وبعد سبع سنوات يصعد مسبار الإمارات نحو الفضاء الخارجي، نحو الكوكب الأحمر، وبإرادة مهندسين مواطنين، وبإشراف من وكالة الإمارات للفضاء، وبتأييد وتأكيد وتشديد من القيادة الحكيمة التي ما ادخرت جهداً من أجل جعل الإمارات في مقدمة الصفوف، وإبراز العقل الإماراتي نجماً في سماء العالم، يضيء بالعطاء، ويسفر عن رغبة واضحة وصريحة، في تقديم كل ما يقدم للوطن والإنسانية من خير ومنفعة.
هذا المسبار، سوار الإمارات، وعقدها الوضاح الذي سيذهب إلى الفضاء، معززاً بقدرات المبدعين من أبنائنا، المقتحمين لأسوار العلم بكل جدارة وثقة، مدعومين برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي يضع الإمكانات في خدمة العقل الإماراتي ومستقبل هذا الشعب الطموح.
ولأننا نعيش في محيط عالم متغير، ويثب بقفزات متسارعة ويخطو بخطوات واسعة لا يمكن للمرء إلا أن يرى الإمارات في السياق نفسه مع الكوكبة في مركبة التقدم والازدهار الفكري، لا يمكن للإمارات إلا أن تكون هكذا، لأنها تنعم بقيادة تعشق التقدم وتهوى ركوب المصاعب، متحدية العوائق والعواقب، بإرادة كصلابة الجبال، وعزيمة لا تلين ولا تستكين.
لابد للإمارات أن تكون هكذا، ولابد لعقول أبنائها أن تلبي نداء التقدم والوعي بأهمية أن يكون الإنسان في صلب الحراك الحضاري، فكل أدوات النجاح متوافرة، ومعدة على أحسن طراز، وكل جهات الاختصاص تؤيد وتشد الأزر، وتدفع بعملية التطور نحو غايات تتسع آفاق الفضاء.
لابد للإمارات أن تحث الخطى وتبث لواعجها باتجاه علم يضع كراسات وعيه ومعرفته في خدمة الإنسان ورقيه، ومنفعته. لابد للإمارات أن تقف على قمة الهرم، بعد أن غادرت منطقة الماضي، واستحوذت على أنامل المستقبل بحنان العاشق الذي لا يليق به إلا أن يحظى بأجمل المفردات وأعظم قصائد الظفر، لابد للإمارات أن تفرح بعقول أبنائها، وأن تهنأ بإنجازاتهم ومكتسباتهم العلمية، وما يحققونه من نجاحات مبهرة، وما يظفرون به من فوز علمي يضع المستقبل في محور الأمان، ويضع طموحات شعبنا في وعاء الحفظ والصون، ويضع بلادنا دوماً في قلب الحدث الإنساني، وفي صلب المكان الحضاري، وعند سحائب العطاء والسخاء والثراء، لابد للإمارات أن تصفق للناجحين من أبنائها لأنهم السد المنيع والإشراقة الزمنية، في زمن لا يعترف إلا بالمصابيح المضيئة والأشجار كثيفة الاخضرار، لابد للإمارات أن تكون هكذا لأنها الإمارات.