علي أبو الريش
ما يجري في سوريا والعراق، عمل مبرمج، يهدف إلى محو الأثر وتحويل البلدين إلى كان من دون خبر، وقذف التاريخ بألف.. ألف حجر، فيا ترى مَن مِن العرب سيعيد النظر، ويفكر بطاقة إيجابية لا تغض الطرف عن خطب وخطر يجتاح الآن البلدين الشقيقين وتحت ذرائع وأوهام لا تعد ولا تحصى لأن الآلة الإعلامية الخارجية باتت تطحن الأفكار طحناً وتعجن الأكاذيب عجناً، وها نحن، تشخص الأبصار والعيون زائفة والقلوب مرتجفة والعقول ذاهبة والأرواح كأنها الطيور الطائرة من حول وعندما يسقط أثر أو معلم تاريخي في البلدين تسقط معه شواهد وقواعد ومعابد وسواعد وقصائد لم تزل حية في الوجدان، ولكن الذين يريدون أن يهدموا الحضارة ماضون في ضرب المعاول في المكان والزمان، لأنهم يعملون ضمن برامج وعقيدة هدمية عدمية عبثية لا تؤمن إلا في الدمار، ولا تعتنق إلا فكرة التخريب وتسريب الحقائق إلى اللاشيء.
ومن المؤسف أن هناك دولاً مجاورة تعمل بنفس الاتجاه وبأساليب غير مباشرة، دعماً لمجموعات التخريب، وتنطلق هذه الدول من مؤثرات تاريخية تغص بالحقد والكراهية للإسلام أولاً ثم للعروبة، ولا يخفى على أحد أن ما يجري في البلدين من موت ودمار لولا الدعم اللوجستي العنيف والعنيد لما استطاعت جماعات الظلم والظلام أن تفتك بالمال والحال في البلدين، ولما استطاعت أن تتمدد بهذا الشكل السرطاني المخيف.
ما يجري في البلدين بدأ بظلم القربى ثم انتهى إلى فتح الجرح على آخره ليهاجم الجسد السوري والعراقي من قبل الأغراب الذين حققوا مآرب الطامعين ممن يسرهم بقاء الأرض العربية مسرحاً للصراعات الطائفية والحزبية والعرقية، لأنه يضعف العرب ويقوي شوكة من يريدون أن يستعيدوا أحلام الماضي وامبراطوريات التاريخ البائد.
ما يجري في البلدين العراق وسوريا يحتاج إلى هبة واقعية تستعيد المسروق إلى أهله.