علي ابو الريش
المتاحف في العالم هي كتاب الذاكرة وذكريات الناس، وهي صندوق الحفظ والائتمان على سجايا الإنسان، وما سطره البشر عبر سفرهم الطويل في سفينة الزمن.. مشروع متحف الاتحاد في دبي استكمال أكيد للمشاريع الحضارية في الإمارات، والتي باتت علامة بارزة في المشهد الثقافي والاقتصادي، وما يجعلنا نرفل بثوب الفخر والاعتزاز أن في بلادنا وعند كل شروق شمس وغروبها، صرحاً يعتلي قمة الجبل، وهناك ميلاد كائن جميل على أرض الإمارات، كل هذا يأتي بفضل الأنوار التي تشع من ذهنية واعية بأهمية الاستمرار في الإبداع، وضرورة الابتكار، لأن من الطبيعة الأساسية في البشر أن يبدعوا، وأن يجعلوا غدهم غير أمسهم، وأن حاضرهم يمنح الخيط أكثر نصوعاً من الماضي، ومع استمرار هذا العطاء يبقى الماضي هو النهر الذي دارت في فلكه أسماك اليقظة، ومنه بدأت أول رفة لزعنفة الحياة، وما كنا لنكون لولا عرق الذين سبقونا، منه أخذنا عطر الحاضر، ومنه سبحت أفكارنا.
متحف الاتحاد في دبي هو الصفة للموصوف، وصفة بلادنا الوفاء والانتماء والصفاء والنقاء، وأن يشمخ متحفنا على أرض الإمارات، يحكي قصة كفاح، ويروي حكاية الإنسان، أعطى وأتقى، وتقوى بالإيمان، ويقين أن الحياة جهاد من أجل المعرفة، وجهدٌ من أجل التقدم، والحفاظ على المنجز الحضاري، واجتهادٌ في تقديم كل ما هو نافع ومفيد للوطن والإنسانية جمعاء، فنحن بلد الإنسانية المحبة، والعاشقة لكل ما هو جميل ونبيل.
متحف الاتحاد الصوت الذي سيعلن عن الصيت والنشيد الذي سيرفع أبيات الحلم البشري منذ أن مشت الأقدام على أرض هذه الصحراء النبيلة، ونحتت صورها رسماً أزلياً على التراب، ومنه في الذاكرة حتى صارت الذاكرة لوحة تشكيلية، نقشت على صفحاتها أجمل ما أبدعه الإنسان، وأبهى ما تحلى به من صفات وسمات.
متحف الاتحاد هو نصل وفصل، وأصل ما بدأ به الأولون في صياغة الدولة وصناعة مجدها العظيم، الأولون المبدعون الذين لونوا حياتنا بالفرح، وطرزوا ثوب طموحاتنا بأحلام أصبحت واقعاً ملموساً، يعيشه المواطن والمقيم على حد سواء، ومن دون استثناء، لأننا في وطن العشاق بسعة الأحداق وجمال الأشواق، وسمو الأعناق.. متحف الاتحاد الذاكرة والحلم والنون والقلم.