علي أبو الريش
لمسة حانية على رأس طفل معاق ومتفوق وابتسامة أشف من ورق التوت، بريق أنيق متألق بالنصوص.. هكذا فعلت معالي الدكتورة أمل القبيسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم وهي تكرم أبناءنا الطلاب في يوم تكريم المتفوقين في مدرسة درويش بن كرم.
هذه هي المرأة، مرآة للصدق والإخلاص والتفاني عندما تكون في صلب المسؤولية وفي قلب الحدث الوطني.. وأنا أتابع هذا المشهد الرائع شعرت بقيمة ذوي الشيمة والحكمة والرحمة والشأن الرفيع، شعرت بأن جيلنا بألف ألف خير، عندما تطوقهم الأيادي الكريمة وعندما تطوقهم الإرادة والعزيمة وعندما يكونون في حضرة من أيقنوا أن بداية العلم الصحيح عنادية بالروح وحماية للقلب ورعاية بالأحاسيس الإنسانية، من دون تكلف أو تزلف.
أمل القبيسي أتت لأبنائها بقلب يزخر بالود ويمتلئ بالوعي، ترفرف إحساسها، هذه المعاني الإنسانية التي نحن بأمس الحاجة إليها، في زمن اتسعت فجواته وزادت جفواته، هذه اللمسات كفيلة بأن يزهر الأشجار في قلوب الطلبة وتثمر الأغصان وتبلل الأعشاب في ضمائر فينشأوا رجالاً أصحاء أقوياء، نبلاء أوفياء يزدهرون بالحب لوطنهم ولعلمهم ولحياتهم وأهلهم ويزهون بالمعنى والدلالة.
أمل القبيسي في المقام الأول امرأة، والمرأة عندما تتسلح بالحب تكون شجرة وارفة تزدان بعشق الحياة والعمل، مزخرفة بالنوايا الحسنة، عامرة بثقافة أصنع من نور القمر وأبدع من خيوط الشمس وأينع من زهرة اللوز وأيفع من غصن البان.. المرأة عندما ترتوي من معين السجايا الطيبة تكون وجداناً محملاً بسحائب المطر وسواكب السحر ومعجزات القدر ومنجزات الوطن الأغر.
نقول بكل العرفان شكراً لهذه المرأة الوفية، شكراً للذين يحبون الوطن ويغدقون على أبنائه.. بما فاض في قلوبهم من حب ووفاء ومن صخب الوجدان وخصب الأفنان.. شكراً لعشاق العمل والفعل المضيء.