قصيدة للحياة

قصيدة للحياة

قصيدة للحياة

 صوت الإمارات -

قصيدة للحياة

علي أبو الريش

نكتب لنحلم، ونحلم لتتسع حدقة الحياة، والحياة مثل طائر يقف على بعد أقدام منا، فإما أن نباغته ونمسك بتلابيبه وإما أن يفر ونبقى نحن نحدق تحت في الأجنحة المرفرفة والنجوم من فوقنا تصفق للطير كونه أفلت من أيدٍ تعرقت بفعل الحماقة.. الحمقى هم فقط الذين يظنون أنهم امتلكوا زمام الحياة، وصفقوا الأبواب على الحقيقة وباتت ملك أيديهم.. الحمقى هم يعتقدون أن للحياة لوناً واحداً ووجهاً واحداً، وعقلاً واحداً وقلباً واحداً، ولذلك فهم يصابون بالصدمة الحضارية عندما يخالفهم الآخر، فيضربون وجوههم ويلطمون خدودهم، ويتأففون ويتذمرون ويتبرمون ويقذفون بالحجارة، على ظل الشمس كونه صار قبعة رؤوس المطمئنين.. الحمقى هم الذين يحزنهم أن يجدوا مكاناً في العالم، تجتمع فيه الطيور على مائدة عشبية، تغرد بحرية دون قلق أو أرق، أو حنق أو غرق في فنجان قهوة، الحمقى هم الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ولذلك يهرطقون ويتورمون وينتفخون حتى يصيروا مثل البالونات المحتقنة بأكسيد الكربون.

الحمقى هم الذين يتفجرون غيظاً وكمداً عندما يشعرون بوحدة العالم، واتحاده على كلمة سواء لأنهم يرون في وحدة العالم ضيماً وظلماً «لأناهم» المتقيحة لأنهم يرون أن استفرادهم في الرأي وتحكمهم بالرؤية كمذاق السكر في فم نملة جائعة.. الحمقى هم الذين يساورهم الظن اطمئنان الأوطان انتهاء لحياتهم، وكلما زاد القلق في العالم، كلما اطمئن الحمقى واستتبت مصائرهم، فهم الشيطان بدمه ولحمه، بفكره وغايته بسلوكه وشيمته.. الحمقى هم الذين أساؤوا للدين تحت أغلفة سميكة من الشعارات والبهارات والتيارات والنهايات والبدايات.. الحمقى يصبحون سادة العالم عندما يعجز العالم عن كتابة قصيدة للحياة تفشل جل المشاريع الجهنمية لكل غاضب وغاصب، ومحتد وأثيم وكل حاقد وفاقد للوعي، ومعتد لئيم.
الحياة قصيدة، كامنة في الروح، فمن يكتبها يسجل ميلاد حياة للناس أجمعين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصيدة للحياة قصيدة للحياة



GMT 21:52 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

نفط ليبيا في مهب النهب والإهدار

GMT 21:51 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

نموذج ماكينلي

GMT 21:51 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!

GMT 21:49 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الإرهاب الأخضر أو «الخمير الخضر»

GMT 21:48 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الإرهاب الأخضر أو «الخمير الخضر»

GMT 21:48 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

اللبنانيون واستقبال الجديد

GMT 21:47 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

لا لتعريب الطب

GMT 21:46 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:59 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"حقيبة الأبط" تتربع على عرش موضة خريف وشتاء 2018

GMT 01:19 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رشاد ومي حلمي يتفقان على إتمام حفل الزفاف

GMT 20:07 2015 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

شركة "سامسونغ" تطلق غالاكسي في بلس" في ماليزيا

GMT 15:47 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Xolo تطلق هاتفها الذكي متوسط المواصفات Opus 3

GMT 18:19 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

ترجمة لکتاب صید الخروف البري لهاروکي موراکامي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates