علي أبو الريش
في صوت شجي مشحون بالمودة والحب لهذا الوطن المعطاء تحدث أحد الإخوة الباكستانيين لإذاعة القرآن الكريم من أبوظبي مشاركاً في برنامج «معنى الانتماء إلى الوطن» قائلاً: عملت في الإمارات عاملاً بسيطاً لمدة ست عشرة سنة، وبعد ذلك فتح الله عليّ وأنشأت مشروعاً صغيراً «كافتيريا» والآن أنا أعيش في رغد العيش وقد كونت أسرة من أولاد وبنات وكلهم ينعمون من خير الإمارات وأنا أدعو نفسي وكل إنسان على هذه الأرض الطيبة أن يشكر النعم الجزيلة وفضل هذا البلد على كل مواطن ومقيم على حد سواء.. وتحدث الرجل عن الانتماء الوطن قائلاً: إن الانتماء يعني الصدق والإخلاص في العمل والولاء لقيادة البلد الرشيدة.
هذه الكلمات التي جاءت بلكنة مغموسة بطين الأرض وبحر الإمارات ورائحة صحرائها ولون نخيلها تؤكد أن الإمارات وطن الجميع وأن الحب الذي اكتسبته إنما هو وليد رفاهية فرشت كسجادة مخملية تهنأ بها النفوس وترتاح القلوب وتطمئن الأرواح وتستقر العقول وكل يدب على أديمها رافعاً اليدين اللهم أدمها من نعمه واحفظ القيادة الرشيدة.
حقيقة، إن كلام الرجل الباكستاني دخل القلب كما تدخل النسائم بين أوراق الشجر فتهفهفها وتجعلها مثل أجنحة شقيقة وأشف من الماء الرقراق.. حديث الرجل جاء من فطرة نقية ومن سجية متعافية بصحة القيم والأخلاق، حديث ينم على مشاعر الناس أجمعين حيال هذا البلد لأن الإمارات أصبحت واحة معشوشبة بالحب تقصدها الطيور من كل جهات الدنيا.
الإمارات راعية الأمل مكحلة المقل، مبللة القُبل، الإمارات النخلة التي ترخى عناقيدها والناس يجنون من رطبها ويستظلون بظلها، وعند سعفاتها المرفرفة ينصتون إلى أنغام بلابلها وهي تغرد لأجل الحياة، لأجل الحب، لأجل أن يقهر الإنسان الظلام ويشعل شموع النور لتستضيء الأجيال بخيوط الأسفار البعيدة.. الإمارات نالت شرف الحب من الآخرين لأنها تخطت حواجز الارتياب من الآخر والارتباك في التعاطي مع الإنسان.. الإمارات تقدم ذلك كله لأنها عملت بدستور واحد لا ند له ولا موازي، إنه دستور زايد الخير طيب الله ثراه الذي أعطى الحب من دون شروط.