علي ابو الريش
«في سبيل الوطن تتوارى المناصب والألقاب»، عبارة صاغها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معبراً عن فرحته واعتزازه بشباب الوطن الذين تداعوا ملبين نداء الواجب من أجل وطن الخير، صيانة وأمانة لحفظ السيادة، واحتضان المنجز بقلوب مؤمنة بالله وحب الوطن.
هكذا تتلاقى القلوب في حب الوطن وهكذا تتوازى الدروب، وتتعانق الأغصان، لأجل إخضرار يمنح الظل كثافة، ويسكن الوطن في الخمائل والشمائل، ويلهمه بر الأبناء، وعرفانهم ووفائهم، لأرض حفظت واحتضنت، وأيقنت أن الأشجار لا تسمو إلا في التربة الثرية الغنية بمعاني الانتماء، لكل ذرة تمشي عليها، خطوات من عشقوا وازدادوا عشقاً كلما كان الشوق يخفق في المسافة ما بين الشريان والوريد.
في سبيل الوطن، تسمق السواعد عالية، مرتفعة إلى السماء ريانة بالحب، مرفرفة بألوان العلم المهيب، لأجل يوم خصيب تشير إليه النجوم بالبنان وبيان البياض الناصع، وأحلام الذين أسسوا، وحاكوا قماشة الوجد لأجل وجود يجود بالمعنى والدلالة، ويجيد تشكيل النسيج، بمشاعر المحبين من أبناء هذا الوطن، من فذاته، ودراته، وثمراته، الإمارات التي باتت في المحافل الدولية، وفي المشهد الإنساني، راية وسارية، وغاية تهفو إليها القلوب محبة واعترافاً بالأثر الطيب، والإرث الخضيب.. الإمارات حزمة الضوء في ليل العالم، تهفهف وترفرف، وتخفف من آلام الآخر وتجفف من ذرفه، وتكفكف من ندفه.. الإمارات الوعي الوطني الذاهب في دماء الكون السارد، قصة التكوين وتلوين السماء، بلألأة الغافيات عند شغاف السحب، ونجب النبلاء، وأعطاف من سادوا الحياة بقلوب وسعت الأرض وتضاريس السماء.
الإمارات فزعة النجباء، ونزعة الصالحين في ميادين الحق، تحقيقاً لواجب الصون والعون، والذود عن حياض ورياض، يوم لا ظل إلا ظل الوطن، ولا خل إلا خل تفوح من ثيابه رائحة الوطن، ومن ندى عرقه، عطر أزلي، مسكنه التاريخ، والإرث العريق.. الإمارات، تضحية وفداء وإجابة صريحة وواضحة لأسئلة تستوطن الذاكرة، مثل أشجار السدر، وترتب أشواقها، وأعماقها وأحداقها، وأنساقها، بدراية القلب وحنكة العقل، وفطنة النفس المطمئنة، الإمارات تحت خيمة الوطن، تتشابك الأيدي، كما هي أنامل النجوم، وكما أعناق الموج، لتبدو سواحل الوطن مزدانة بأنفاس من هبوا وتأهبوا، وأسهبوا في صناعة النشيد، وفتح نافذة البوح، من حناجر أوتارها الصوتية منسوجة من أهداب الساهرات على تنشئة جيل يضع الوطن ما بين الرمش والرمش، ويغني فدتك روحي يا وطن.