في خندق الرياض

في خندق الرياض

في خندق الرياض

 صوت الإمارات -

في خندق الرياض

علي أبو الريش

من كان يتخيل أن الدولة الرئيسة في محور الشر، تصبح الآن المنطقة الخضراء المعشوشبة بحب بعض دوائر الغرب نقول لا غرابة في ذلك، فهذه هي براجماتية وليم جيمس، وهذه هي سياسة الغرب التي تشبه تيّارات البحر، فمرة بالمدْ وأخرى بالجزْر. ولكن ليس المهم كيف يكون الآخرون وإنما المهم هو نحن. ونحن بالمنطق، خندقنا وأفقنا، ونسقنا، وعمقنا وحدقنا، هي الرياض، ولا خيار إلا خيار الوقوف صفاً واحداً، وكتفاً بكتف، ضد كل من يريد أن يعكّر الصفو ويصغر الحجم، وينهض وينعق ويشهق، فالمملكة العربية السعودية هي البعد الاستراتيجي لمنطقتنا، وهي المد والمدد وهي السد، والصد، والسرد، ومن يفكر في غير ذلك، فإنه يلقي بنفسه بين فكي الشيطان، ويسير باتجاه العدم . فالإمارات عندما اختارت الوقوف بحزم وعزم وجزم مع السعودية في مواجهة إرهاب الحوثيين، كانت على ثقة بأنه لا مجال للتردد في مواجهة وكلاء إيران في اليمن، ولا مناص أبداً في الهبة الواعية، لقطع دابر الطائفيين والعرقيين والشوفينيين، كان نداء المصير الواحد، وحرقة الدم، وجلجلة التاريخ، كل ذلك استوجب الوقوف إلى جانب السعودية، لأن العدو واحد، ومن يهدد السعودية، فهو يمهد لاعتداءات أشمل، ونحن أدرى من غيرنا بمآرب إيران كونها البلد المحتل لجزء من ترابنا العزيز. إذاً لا يهمنا ما يقوله كتاب الغرب، ولا يعنينا هذا الهذاء وهذه الهرطقات لأننا نعلم علم اليقين أنها لم تأتِ من دلائل وثوابت بقدر ما هي

تنبثق من ارتجافات المرحلة، وتقلب المصالح، فعندما يصبح الشيطان ملاكاً، ويصير المجرم ضحية، فإنه من المناسب جداً أن نطلق على هذه التصرفات، أنها مجرد انثيالات عاطفية تمليها شركة علاقات عامة، مفادها الكيل بمكاييل عدة، ومعايير عدة، ومقاييس عدة، ونحن كعرب لنا مقياسنا، ومعيارنا، والذي هو ضميرنا الإنساني المستمد من أخلاقنا الإسلامية التي تدعونا أن لا نقبل بالظلم من أي كان، وألا نجيز الافتراءات ولا نتصالح مع من يصبو إلى القفز على مبادئنا وقيمنا، وتحطيم الثوابت، تحت حجج واهية، وأعذار متهاوية. فالوقوف مع السعودية، أمر حتمي، وطبيعي لم تمليه الظروف، وإنما هو نتيجة فطرية بما يجمع أهل المنطقة، الدين والدم، والتاريخ والجغرافيا. إذاً على إيران أن تغسل يديها من أي أوهام تاريخية، وعلى كتاب الغرب ألا تغريهم، «التقية» لأنها باطنية مقيتة تخفي تحت طياتها عدوانية لا تستثني أحداً
«فإذا وجدت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم»

فإيران منذ صراعها الإثني وحتى يوم يقبرون، ستظل بالعقلية العدوانية نفسها ولن تتغير. هكذا يحدثنا التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في خندق الرياض في خندق الرياض



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates