في العيد 2

في العيد (2)

في العيد (2)

 صوت الإمارات -

في العيد 2

علي أبو الريش

في العيد يبدو وجه الشمس كطفلة في ثياب الفرح تغزل قماشة النهار بخيوط الحرير.. في العيد الليل يزهر بأضواء المصابيح وعيون النساء الناعسات الكواعب، يبدو الليل عباءة مزركشة يخرز اللقاءات الحميمية والأفئدة، حقول معشوشبة بنبضات وخفقات وابتسامات أشبه بالكريستال المعلق، في السماء، في سقف الأحلام.

في العيد يتذكر الصحابُ الصحابَ وتستدعي الذاكرة، من غادروا وغابوا تتجسد هالاتهم في الأمكنة والدمعات تمسح بقايا نظرات اشتاقت إلى الفراغات البعيدة.... في العيد تستدرج الرؤوس، الفكرة تبدو باهتة لكنها تسطو فجأة وتحتل مكاناً وستعافى القلوب وتبرز الوجوه التي فارقت كأنها نجوم تطل من خلف عباءة غيمة شفيفة.. في العيد تطلق الجياد صهيلها تنطلق إلى حيث يكون الأحبة وحيث تستقر الأشواق، عند النواصي البعيدة، عند الأزقة التي كانت الملتقى وكانت تحمل أوراق اللهفة.

في العيد يحل الأصدقاء الذين غابوا ضيوفاً محملين بذكريات قديمة قدم الوجود وينضوون إلى المجالس بوجوه ربما لم يغير الغياب ملامحها، ولم يعكر الفراق صفوها، وجوه تطلق العنان للفكرة كي تشذب أوراق الأيام لتبدو شجرة القلب يافعة تنافح الغيمة في علوها.

في العيد شوارع القلب تتخلى عن ضجيجها، وتهدأ قليلاً، تستريح استراحة محارب تفتش في الدفاتر القديمة في الأوراق.. في الكتب، في الأدراج، في الدهاليز المعتمة عن صوره، عن وجه، عن كائن كان في يوم من الأيام زهرة الحقل وينبوع ماء استقت منه أعشاب القلب، والآن يحضر بعد غياب، يحضر وفي معطفه ورقة بيضاء لم تسود بالحبر، هذه الورقة هي قلب الطفولة، هذه الورقة هي من فصول مضت ولم تزل ترعى حقول المعرفة.

في العيد تنام السواحل القيمة على وشوشة الموجة، تهدهد المحارات وتفتش عن أثر أقدام صغار كانوا هنا، لعبوا وعبثوا بالرمل ولهوا بالقواقع وتراكضوا في زحمة الفرح الطفولي.. في العيد تخطر على البال هفهفات الأثواب الشفيفة، ورائحة خبز الأمهات وأزيز الأراجيح وأغنيات تصدح بها شفاه الطفولة.. وكذلك حرائر الزمن الجميل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في العيد 2 في العيد 2



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates