علي أبو الريش
فضاء الإمارات، منطلق نحو التألق وتحقيق مطلب وطني وإنساني لا تحده أسوار ولا أفق، ولأنها الإمارات فإنها بأجنحة الطير تحلق وبكبرياء البحر تتدفق وبشموخ الصحراء تطرق أبواب المجد، وتسمق.. لأنها الإمارات في الوعي التاريخي، في الذاكرة الجمعية فإنها تخوض معترك الحياة بكل أريحية وشفافية وحيوية وتمضي بالقوافل نحو غايات ورايات وساريات ونهارات شاسعة بخيوط الشمس واسعة بضوء القمر، ساطعة بلألأة النجوم، تخزن الأحلام عند هامات الغيوم ولا تكف ولا تخف ولا تجف منابعها عن العطاء بسخاء، ولا تقول لا لمفردات العلم، لأنها منه تخرجت كتائبها وإليه تعود هذه المنطقة الواسعة من التقدم والازدهار.. لأنها الإمارات فإنها تنطلق إلى الفضاء بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، وجسارة الرؤية وثقة الذين يخططون للمستقبل بشيمة الأوفياء ونخوة النبلاء، ولأنها الإمارات فإنها تضع الأحلام لآلئ وجواهر بين الأيدي، وتكحل العيون بمشاهد مذهلة وصور هائلة.
لأنها الإمارات فإنها رفعت المراسي وأطلقت العنان للسفينة وأفردت الأشرعة باتجاه قارات الكون وسماواته العلا.
لأنها الإمارات فإنها مزدانة بطموحات أبنائها، ريانة بعرق الذين يجتهدون ويبذلون ويواجهون المستحيل بنفوس مطمئنة وعقول متزنة وقلوب مرتهنة للأهل.. لأنها الإمارات فإنها لا تغط ولا تحط ولا تثبط بل تخطو بوثبة الجياد وتسير بالحلم واثقة الخطا مشتاقة للامتياز، تواقة إلى المعالي كما هي النوارس.
لأنها الإمارات فإنها تتخطى الصعاب بكل رزانة وأمانة وتسير.. تسير، والماضون إلى الفضاء يكسون السماء بأنفاس الأتقياء ويغسلون الصحراء بأثر وسبر، هم الأبناء الذين خرجوا من أحشاء الأرض الذين نصبوا العيون قناديل في المكان والزمان وحفظوا درس الحياة بعد خبرة وعبرة، هم الأبناء الذين يطرقون الأبواب بأنامل من ذهب ويخترقون الحواجز من دون ملل أو كلل لأنهم آمنوا أن عزة الوطن مرهونة بتفوقهم وتقدمهم وتضحياتهم ودخولهم في دائرة الضوء العلمي بشكيمة الذين لا يلتفتون كثيراً إلى الوراء ولا يهابون الفشل بل إنهم من الفشل يصنعون النجاح وبالتحدي تذلل العقبات وتكسر أسنان الأمواج العالية.. لأنها الإمارات، فإن أبناءها نسور في الجو، أسود في الأرض وغابة الحياة خضراء مهما توحشت أشجارها.
الإمارات دائماً غير لأن أبناءها جاؤوا من صلب المختلف..