علي أبو الريش
عندما تأتي الكلمات على شفتي الطفولة، تبدو وكأنها فراشات تلون أزهار الكون، وتعبق الأفئدة، بالبراءة والحب، تتدفق المعاني النبيلة كأنها العذوبة، المتسلقة جبال الوجد الإنساني، تثري المكان وتزخرف الوجدان وترفرف عند أشجار الأشجان، تجعلك تتأمل هذه الكلمات كما وأنك أمام بستان فيه من سحر البيان، وشموخ البنيان، ورفعة البنان .. عبدالله علي حسين، برعم من براعم هذا الوطن، حاول بكلمات بسيطة مثل حبات الرمل، أن يكتب نصاً أدبياً وأن يعبر عن حبه لرجال النهضة والشموخ، وسمو الرفعة والرسوخ، حاول أن ينثر في نفوسنا وعياً طفولياً، وأن يمنحنا من براءة كلماته الشيقة صفاءً وبهاءً وثراءً، حاول أن يهدينا هذا الوجد الطفولي، ويبعث فينا شيئاً من عظمة الطفولة، بما جادت به قريحته الفضة، متماهياً مع الكلمة، وسرها وسحرها، وبحرها، وثغرها، وفجرها.
«البيت المتوحد» نص أدبي، يبشر بكاتب ومبدع يتلو كما تتهجى العصافير حفيف الأوراق فوق الشجر، ووجه الطفولة، صفحة بيضاء تلمع بكلمات مبهرة، وجملة شعرية بوحها ابتسامة بيضاء ناصعة من غير سوء.
عبدالله علي حسين، قدم للمكتبة الإماراتية ثلاث قصص، شيقة أنيقة لبقة، وهي: «البيت المتوحد»، و«الحمامة»، و«عالم عبدالله» وعالم عبدالله علي حسين زاخر بالوعي، وبما للكلمة من سحر وتأثير في ترسيخ المعاني الجليلة، لذا فهو بدأ بقصة «البيت المتوحد» مستوحاة من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ما يعطي الكلمات معنى وقوة وجمالاً وما يؤكد أن كاتبنا «الصغير» لديه من الوعي، ما يجعله سنبلة من سنابل هذا الوطن الواعدة وما يجعلنا نفخر بهذه الأوراق الخضراء، ونزرع الآمال الكبيرة على واحات هؤلاء والذين هم فجر مستقبلنا وشعاع غدنا، وبياض واقعنا ونصوع غدنا وقوة ركائزنا وصلابة سواعدنا .. عبدالله علي حسين شكراً لك على إسعادنا بوجودك في معرض الكتاب وأنت تحمل كتاب إبداعك، وتقدمه لمحبي هذا الوطن، وأهله وقيادته وكل مبدعيه .. شكراً لمن رعاك وساندك شكراً لوالدك شكراً للعين التي غسلت طهرك بدموع الفرح.