علي أبو الريش
طفيليون، وصوليون، انتهازيون، في كل ساحة وباحة وواحة واستراحة، يهيمون ويهيمنون، ويتسللون ويتوسلون، ينصبون خيامهم على ركام من الأوهام والأسقام، والادغام، والأحلام، وأحياناً الأجرام، يقيمون ويقومون، ويقيِّمون ولا يستقيمون إلا عند نواصي الخرافة.
طفيليون، يحتسون من الضباب ماء، ويتقوتون من الأعشاب الشوكية كلأً، يمارسون كل أنواع الرذيلة، من أجل الوصول وتلوين الفصول، وتغيير الأصول، وتحييد الضمير، والسير بلا بصر ولا بصيرة، هؤلاء هم الذين كانوا ويكونون، أرضاً بطحاء على أديمها سارت أقدام داعش وراعش، حتى اهتزت وارتجت، وأرعدت وأزبدت، وملأت الأرض رعباً وسغباً، وما عاد في الإمكان أفضل مما كان، لأن الفكرة النبيلة أجهضت، بعدما اختطفتها طائرة داعش وسارت بها إلى حيث الظلام والضلال، فانتهكت وفتكت، وغزت وغررت، ومررت مشاريع جهنمية عدمية عبثية، بكلمة حق يراد بها باطل.
الآن، وبعد أن نشف البحر، وتشققت أرض الصحراء وصارت يباباً عذاباً، لم يبق أمام الإنسانية إلا الصحوة، بنخوة الأصفياء الأنقياء، الأولياء، ليعيدوا البوصلة إلى حيث تسكن الشمس، ويبتسم القمر، ولا وقت للانتظار، لا وقت لالتقاط الأخبار، عن جريمة ترتكب هنا، وجريرة تمارس هناك، وأخطاء وخطايا، وخطوات وخطط تدبر ضد العالم، من أجل تدميره، وتسعيرة بعملة داعشية قديمة عديمة، أثيمة لئيمة، لا غرض لها إلا إعادة العالم العربي إلى طرائق قددا، وأحلام بلا مدد، وأفكار بلا سؤدد، ومستقبل بلا عَمد، وجيل بلا مهد.
الطفيليون، فرشوا لداعش سجادات من غَزْل «أزميري» أو شيرازي، لا يهم، المهم أن الهدهدة والدغدغة جاءت في البدء من بحار ما وراء «القارة» العربية، ثم نما النمل الأبيض، وسعى سعي المرض الخبيث في الجسد المنهك.. داعش والطفيليون تاريخ من التحالف والمجازفات الرخيصة، من أجل تهشيم الزجاجة العربية، وتحطيم النوافذ لتبقى الأفنية والغرف مفتوحة، لطموحات من لديهم أوهام التسلط ورغبة إعادة الامبراطوريات البائدة.. والله المستعان..