سلوك فردي يسيء إلى المجموع

سلوك فردي يسيء إلى المجموع

سلوك فردي يسيء إلى المجموع

 صوت الإمارات -

سلوك فردي يسيء إلى المجموع

علي أبو الريش

ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي عن زوارنا في الدول الغربية أمر مستفز، ويثير الفزع والجزع، فما يقدم عليه السائحون العرب في دول أوروبا سلوك يندى له الجبين، فهو سلوك يشوه الوجه الحضاري للإنسانية، ويخدش حياء القيم العربية، فالبعض وكأنه يحمل رسالة مغرضة هدفها الكشف عن وجه قبيح لسلوكيات فردية، لكنها في النهاية تنسحب على المجموع، لأن الآخر عندما يصدر حكماً لا يعرف أسماء الذين يقومون بمثل هذه التصرفات المشينة، وإنما سوف يسبغ ثقافة عامة لمجتمعات بأكملها ويصدر حكمه القاسي.. ما يفعله البعض وكأنه يحمل معاول يهدم، يهشم بها ثقافة عامة ويحطم الصورة المثالية بأياد خبيثة، ساذجة، جاهلة، لا يعرف أصحابها ماذا يفعلون وما هي نتيجة هذه التصرفات العدوانية.. فالخوض بسيارات قديمة قدِم الدهر على عشب قشيب ودهس نضارته بعجلات حمقاء هستيرية أو زهق روح حيوان أليف أمام الأشهار أو القيام بسلوكيات فاحشة أمام الكاميرات وأمام أعين الناس، كل ذلك يعبر عن مدى الاستخفاف والإسفاف والعبثية والعدمية وروح الانهزامية والنكوص إلى مراحل مبكرة من الجهل والأمية الثقافية.. هذه سلوكيات يجب أن تعاقب وأن تلقى اهتماماً من قبل الحكومات وأن تصدر ضد هذه التصرفات قرارات حازمة تردع كل ذي نفس ضعيفة، وكل ذي عقل مختل، لأن هذه التصرفات السيئة لا تضر بسمعة الأشخاص بقدر ما تضر بقيم المجتمعات التي ينتمون إليها؛ كونهم يحملون اسمها بجوازات سفر مختومة بمهر البلد التي خرجوا منها..

فيجب أن نستيقظ لهذا الخلل الأخلاقي الذي أصاب بعض من ينتمون إلى أوطاننا، ويجب أن نتصدى لهذه الظاهرة العقيمة، وأن نحاربها بشتى الوسائل حفاظاً على سمعة أوطاننا وحرصاً على منجزاتنا الحضارية التي تعب وسهر المخلصون على غرسها.. يجب أن يعرف المهرولون إلى الخراب الأخلاقي أنهم لا يمثلون أنفسهم وأنهم معنيون بالالتزام بالمبادئ السامية التي سنها تاريخ عريق على مدى القرون..

لابد من العقاب؛ لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب..

وديننا وثقافتنا بنيا على سلامة النفس من الهوى وسلامة العقل من الزلل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلوك فردي يسيء إلى المجموع سلوك فردي يسيء إلى المجموع



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates