علي أبو الريش
من جديد لا يفل الحديد إلا الحديد، وعاصفة الحزم رسالة مباشرة مغلفة بالحب إلى شعب اليمن وموجهة إلى نابشة الوهم وإلى الذين تصوروا أن الأرض العربية مباحة مستباحة لكل من في قلبه غي وكل من يريد أن يقلب دفاتر التاريخ بحثاً عن مجد تاريخي وهمي لا أساس له من الواقع شيئاً في زمن تداعت حضارات، ونهضت أخرى بإرادة شعوبها.
عاصفة الحزم نسفت كل الادعاءات وبعثرت كل الافتراءات وتركت خلفها حسرات الذين ظنوا أنهم بإمكانهم الإمساك بقرص الشمس حتى ولو كانوا أضعف من جناح بعوضة.. عاصفة الحزم وردت منابع الخير من أجل خير أهل اليمن وحريتهم وكرامتهم، ومن أجل إجهاض المشاريع الغوغائية ودحضها وتفتيت جدرانها الورقية وإعادة الحق لأصحابه، لأن التاريخ لا يرحم من لا يعرف أين تكمن الحقيقة وأين تقف راية الحق.
عاصفة الحزم حزمت أمرها وتوكلت على الباري القويم واتخذت قرارها الحازم بإشارة واضحة وجلية لكل من تسول له نفسه أن يقيم كانتونات حزبية أو شخصية على حساب السيادة الوطنية، ولكل من يريد أن يتوسع جيوسياسياً على حساب أوطان الآخرين.
عاصفة الحزم أوجدت حالة من الانشراح في الصدور بعد انقباض دام عقوداً والعرب يلهثون وراء الحلول اللا مقنعة واللا مجزية.. اليوم والبواسل يخوضون معارك الحقيقة يصنعون للتاريخ عناوين جديدة ويكتبون من جديد مجد العرب الذي في الأساس انطلق من صلب وترائب الجزيرة العربية ليشرق العالم بنور السلام والوئام وتحطيم الأوهام والأصنام، ولتبدأ الأقلام في بث الحبر وتسرد عن رجال عاهدوا الله على ألا يفرطوا في الحق وعلى ألا يدعو المياه تجري خارج قنوات المصير المشترك.. عاصفة الحزم أيقظت عيون العرب جميعاً على حقيقة مفادها أن قوة الحزم وحزم القوة ضرورة لابد منها لإعادة المغتصب والحفاظ على المكتسب وإعلاء صوت الصدق ضد الكذب.
عاصفة الحزم أشهرت قوة الإرادة وعقدت العزم على ملاحقة الأفك لإثبات أن المجد يحتاج إلى جود، وأن الوجود يحتاج إلى جد.